خالد منتصر يكتب: فنانة وأفتخر
هذه هي كلمات حلا شيحة تعليقاً على فيلمها مع تامر حسني:
"والفن اللي بيخلينا نبعد عن منهج ربنا ومنبقاش قدوة لولادنا يبقي باطل وميبقاش فن"
•"الكليب ده ميرضيش ربنا.. وأنا عيطت لأني شفت نفسي في المشاهد دي، دي كانت زلة نتيجة ظروف مريت بيها وكلنا بنغلط، أنا مش هتكسف أنا تبت من المشاهد دي وهي لا تصح وأنا غلطت وبصلح».
•"أنا اتفاجئت جدا بنزول كليب يجمع مشاهد متفرقة من الفيلم في أيام ذي الحجة المباركة"
•"الفيلم نجح بمقاييس الدنيا، بس لم ينجح بمقاييس الآخرة».
•"إحنا كلنا عندنا اختبار في الدنيا، وأحب أفكرك بالفيديو ده يا تامر اللي قولت فيه أنا مش بتمنى أموت وأنا مطرب، أنا دايما خايف من كده، كلام أكيد قولته في لحظة صدق جواك وجوانا كلنا، شوفه تاني يمكن يفكرك إن جواك أكيد فيه صراع، وأنا وكلنا بنغلط بس المهم في الآخر نتدارك الغلط ونصلح».
إنتهت كلمات حلا شيحة ولكن دهشتي من كم الخلط والمغالطات في هذا الكلام لم تنتهي !، خلط يذكرني بسندوتشات الحواوشي في بعض المناطق الشعبية التي فيها كل شئ إلا اللحمة، ممكن داخل الساندوتش تجد غطا كازوزه أو تفاجأ بنعل كوتشي أو تقرقش مسمار قلاووظ ، لكن أن تجد لحمه فهذا هو رابع المستحيلات مثل الخل الوفي والعنقاء ، تحدثت حلا في كل شئ عن الفن ماعدا الفن ! ماعلاقة الكليب برضا الرب ؟ وماعلاقة توقيت عرضه بالشهر المبارك ذي الحجة ! هل لو كان الكليب قد عرض في غير الأشهر الحرم ، في برمهات أو طوبة مثلاً كنت حضرتك وافقتي ؟ ! ماهذا العبث ؟ وما سر هذه الحملة لتأثيم الفن وإعتباره نجاسة وخطيئة ؟ الفن غرضه وهدفه الأساسي في أدبيات اليونان هو التطهر ، المسرح كان أساساً ليتطهر المتفرجون فيه روحياً، إذن الفن هو المطهر وليس هو الذي يتطهر منه ، وإذا كان هذا الكليب مايرضيش ربنا فإن الطريق إلى الله مفروش بالصدقات وأعمال الخير ، تصدقي بأجرك عن الفيلم كمقدم لبناء مستشفى للغلابة،ولا الطريق إلى الله مفروش بأقمشة الطرح والإسدالات بس؟؟!إعتزلي أنت حره في قرارك لكن وانت تغلقين باب الفن وراءك أرجوك لاترشي ريح الموعظة في المكان وتحاولي تعلمي الناس الأدب وأنك أكثر إيماناً منهم وإن معاكي مفاتيح الجنة اللي استلمتي فيها قصر ع المحارة، بلاش وسواس هداية الآخرين اللي بتطمني بيه نفسك على قرارك بعد الانضمام لحريم الداعية شهريار، وقفت مع حلا شيحه عندما تصورت أنك قد إقتنعت بدور الفن التنويري ، وسأقف ضدك عندما تريدين تأثيم الفن وإعتباره وصمة عار وخطيئة.
البداية من قبل حلا شيحه ، البداية منذ أن قبلنا وروجنا وفرحنا بتعبير السينما النظيفة التي صكها جيل مابعد فيلم إسماعيليه رايح جاي ، وكأن سينما فاتن حمامه وشادية كانت سينما متسخة !! كان تعبيراً مخادعاً مزيفاً للوعي مزغزغاً للعامة مستجيباً للمزاج السلفي الذي كان قد بدأ يغزو ويسود ويستفحل ويتوغل ، الفن مثل أي مهنة لها شروط ، وأنت تمارسه وتدخله تعرف جيداً تلك الشروط، لكن أن تتلبسك روح رابعة العدوية في منتصف الرحلة فهذا خرق للكونتراتو ، لاتتطهروا على قفانا كما يقول الشارع المصري الذي بات يشم الخداع والزيف من على بعد أميال ، فلترفعوا يافناني مصر فنان وأفتخر ..فنانة وأفتخر ..أنا من القوة الناعمة لمصر ..أنا من طابور سيد درويش وعبد الوهاب وعبد الحليم وعمر الشريف وفاتن وشاديه وسعاد حسني..الخ ، طابور هو عطر مصر الذي مهما نضبت الموارد وشح الدخل ، أريجه الفواح يغمرنا ، نحن فجر الضمير ومعد الفن ياحلا ، نحن جمهور ولسنا مصحة نفسية.
[caption id="attachment_7000" align="aligncenter" width="300"] حلا شيحة[/caption]