A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

خالد منتصر يكتب: هل تتوب طالبان؟؟

تبارى المحللون السياسيون ،وتنافس الخبراء الإستراتيجيون للتأكيد على أن طالبان قد تغيرت ، طالبان ستتوب ، مراجعات طالبان ، طالبان ستدخل مرحلة جديدة...الخ. وللأسف العصابات لاتتوب ،والمافيات لاتعقد مراجعات ،والفاشيات لاتغير إستراتيجيتها ،من الممكن أن تغير التكتيك ، سكون وصمت الحية الرقطاء ليس معناه أنها قد تنازلت عن تسميم الضحية حتى يصبح جثة ،ولكنه الكمون حتى لحظة الإنقضاض ، الكمون حتى تحس بضعف الفريسة وتهالكها ، وهذا ماتفعله الفاشيات الدينية مع شعوبها.

تنهار الدولة أطلالاً فتثمر زهور صبارها المرة على مقابر البشر ،وتبرز وتغرز أنيابها الوحشية في لحم الناس، الحرباء عندما تأخذ لون ورقة الشجر أو تتموه كرمال الصحراء ، هي تتلاءم وتتواءم مع السائد لكنها لاتتنازل عن هويتها كحرباء ، هكذا طالبان والإخوان والقاعدة وداعش ..الخ، نفس المعين والمنبع ، إياك أن تتخيل للحظة أن مصطلح التوبة العقلية من خلال التنقيح الفكري موجود في قاموسهم الشيطاني ، إنها مجرد توبة أمنية ، نوع من أنواع التقية المؤقتة.

هاهي طالبان تمحو صور البنات في الإعلانات وتحطم المانيكانات في المحلات ، وتمنع النساء من العمل ، هاهي ثلاث تفجيرات في مطار كابول ، تقول أنها ستقنع الأفغان بعدم سماع الموسيقى ،سترهبهم وتقطع آذانهم عن إقتناع ! مازالت طالبان تطارد حملات تطعيم شلل الأطفال ، كم مرة قتلت ممرضين ومتطوعين سافروا إليهم وقطعوا ألاف الأميال لينقذوا أطفالهم وأطلقوا عليهم الرصاص ! مازالوا يمنعون زراعة الأعضاء ..الخ.  وكما يقول المصريون ، لسه بنقول ياهادي و بسم الله الرحمن الرحيم !.

 تذكرون وقت أن راهنا على توبة ومراجعات جماعات التكفير والجهاد في السجون ،وأفرج عنهم في عصر الإخوان ،وإنخرطوا في أحزاب ذات لافتات مدنية، ثم وجدنا قتلة رفعت المحجوب وفرج فودة وقادة مذبحة أسيوط ومن أطلقوا الرصاص على السادات ، قد عادوا إلى نفس العقلية التفخيخية التكفيرية التفجيرية برغم أنهم قد أكلوا على نفس الطبلية مع الرئيس مرسي في القصر، أجلس الإخوان قتلة قائد أكتوبر في مدرجات إحتفالات نصر أكتوبر وعلى رأسهم آل الزمر ! ولكنهم وبالرغم من كل هذا التدليل والدلع ،أظهروا وجههم القبيح وألقوا بقناع النفاق والتقية ،وعادت ريما لعادتها القديمة كما يقال في المثل الشعبي ،رأيناهم في رابعه يحرضون على القتل ويسجدون لله شكراً على وصول الأسطول الأمريكي لشواطئ الأسكندرية لإنقاذهم وإحتلال أرض مصر، ضلالات وهلاوس ،لكنها تفضح كم الخيانة والعمالة وإنعدام الوطنية المتأصل في خلايا ونخاع تلك الجماعة.

 تذكروا يوم أن أعلن الإخوان عن توبتهم  فأعاد السادات تدويرهم السياسي لضرب اليسار في أكبر خطأ تاريخي أو بالأصح خطيئة تاريخية ،وكانت النتيجة أنهم قتلوه ، ربوا في رحمهم المسموم جماعات التكفير ، وكانت أيقونتهم زينب الغزالي هي ملهمة ومعلمة صالح سرية قائد إقتحام الفنية العسكرية، وتشكل عقل شكري مصطفى قائد تنظيم التكفير والهجرة في السجن مع قيادات الإخوان بعد إعتقالات منتصف الستينات وخرج ليقتل الشيخ الذهبي برصاصة في عينه ، وكانت محاضرات الإخوان وكتبهم هي مرجع عبد السلام فرج والإسلامبولي والظواهري وسيد إمام وغيرهم ، أعدم منهم من أعدم وهاجر منهم من هاجر وإستقر بعضهم في مصر ولكن يموت الزمار وصباعه بيلعب ،ويموت الإرهابي وحزامه الناسف بيلعب وبيفجر !.

ولنتذكر جيداً أن الصحفي الراحل مكرم محمد أحمد وهو الذي ذهب إليهم ليحاورهم داخل السجون متخيلاً إمكانية إصلاحهم كان واحداً ممن تعرضوا لمحاولات الإغتيال.

إنهم لايتحاورون بل يحورون ،يراوغون ،لغة الرصاص هي الأصل ولغة الحروف هي الإستثناء ،طالبان ستعود إلى التفجير والقتل والذبح ، هل يتصور أو يتخيل أحد أن تنظيماً دموياً يرجم المرأة ويضعها في حفرة ويقيم إحتفالية تقذف فيها الأحجار على جمجمة المرأة حتى تتهشم وتختلط أشلاؤها بدمها المتجلط ، هل تتصورون أن هذا التنظيم سيطبق الديمقراطية ويتسامح مع الشيعة أو المختلف عنه في الفكر؟، هل تتخيلون أن من يقيس الإيمان بطول اللحية سيتواصل مع العالم بمنطق الحداثة؟،هل تتخيلون أن كاره الموسيقى وعدو النحت وخصم الرسم والمغرم بثقافة الموت سيسمو بوجدانه وروحه؟ هل تتخيلون أن من يدفن الأنثى في كفن الشادور من الممكن أن يحترم وثيقة حقوق الإنسان؟.