أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: دعوة لتبادل الأفكار (3) .. كيف ينشط الأقباط سياسيا في المجتمع الكندي؟

ما بين "عدد الأقباط" و"التنظير لهم" و"الصور الذهنية عندهم" الحديث عن تنشيط الدور السياسي للأقباط .. طويل .. من حيث الطريق، ومن حيث الوقت، طالما أن هناك إرادة سياسية تستهدف تنشيط هذا الدور، وتفعيلهم كجالية مشاركة ومؤثرة في صنع القرار السياسي. مع الآخذ في الاعتبار أن العدد ليس دائما عنصريا وحيدا لخلق التأثير، لأن النشاط المدني والسياسي والمجتمعي قد يكون سبيلا في التأثير عبر آليات متنوعة، ولكننا بعد الحلقتين الأولي والثانية نحاول تبادل الأفكار، في إطار عملية من العصف الذهني، للتفكير حول بيئة الأقباط من الناحية السياسية، إذا أرادوا أن يكون صوتهم مسموع. في المقالين السابقين تحدثنا عن بانوراما هذه البيئة وكذلك عن فكرة القطيع والمصلحة والخلفية الاقتصادية المهمة للعمل السياسي. وهنا نحاول أن نركز على نقاط منها:   أعداد الأقباط وأهمية التنظير والحراك الفكري للجالية الأقباط جالية تحتاج إلى عدد من المنظرين لها، لأحداث حالة من الحراك الفكري والثقافي، بمعني الصدمات، خاصة وأن البعض منهم يعيش على فوبيا أن هاجر من مجتمع متطرف ديني، هضم حقوق المسيحيين، وكان يعاملهم على أن مواطنين من الدرجة الثانية، ومن ينكر هذا ينظر لخريطة توزيع الوظائف العامة، وخاصة الحساسة منها، فضلا عن توزيع المناصب الحزبية والسياسية والمجتمع المدني.   هناك حالة غريبة من الفقر المعلوماتي عن سلوك الجالية القبطية في المجتمع الكندي، على مستوى العمل العام والسياسي وحتى الاقتصادي. فالمعروف أن الباحثين ووسائل الإعلام تسلط الضوء على الجاليات المؤثرة أو كبيرة العدد والمؤثرة أو التي لديها عناصر مميزة في المجال الرياضي أو الاقتصادي أو أي مجال آخر. ومعروف تاريخيا عن الأقباط أنهم جالية في غالبها مستقرة وناجحة مهنية، ولكنها خاملة مجتمعيا وفي المجال العام. من هنا تبرز أهمية التواصل في البداية وقبل الدعوة لتأسيس مركز دراسات أو وحدة بحوث مع بعض المراكز البحثية، لتشجيع البعض منها على دراسة سلوك الجالية القبطية وإن كنت أشك في ذلك، لأن دوافع مثل هذه الدراسات تقوم على أساس عوامل موضوعية، منها أن تكون الجالية موضوع الدراسة مؤثرة في المجتمع الكندي أو المجتمع المحلي مجتمعيا أو تجاريا أو اقتصاديا، وهذا وفق المؤشرات الأولية لا ينطبق على الجالية القبطية. فإذا تناقشت مع أي قبطي في مصر وطلبت منه أن يذكر أهم عائلة اقتصادية في مصر كلها، سيقول لك عائلة ساويرس وهذا امر صحيح بالدراسات وبالإعلام. أما في كندا فلا يوجد كيانات اقتصادية أو مؤثرة قبطيا، لأن غالبيتهم من المؤثرين من أصحاب المهن الطبية أو الهندسية، دون بلورة كيانات اقتصادية ظاهرة. وربما تكون هناك شخصيات في مواقع مهمة اقتصادية. لكنها تحيط نفسها بالتعتيم، وكثيرون لا يعرفون عنهم شيئا. ربما تكون هناك شخصيات فاعلة اقتصادية واستثماريا ولكن العدد قليل للغاية. ماذا عن بقية الأقاليم في أونتاريو وغرب وشرق كندا والبراري. الأسماء غير معروفة. ولذا فمن المهم أن تظهر فئة من طلبة الدراسات العليا القبطية، أو تشجيع عدد من طلاب الدراسات العليا، بالقيام بدراسات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية حول السلوك الجميع للجالية القبطية. كما أنه من المهم التواصل مع مراكز البحوث والدراسات في الجامعات الكندية، لتشجيعها على عمل محاور بحثية تخص الجالية القبطية، ولن يتم كل هذا ما لم تشعر هذه الوحدات بالبحثية بأهمية دراسة سلوك المجتمع القبطي. وأهم هذه الصور أن يقوم عدد من رجال الأعمال الأقباط برعاية الفاعليات البحثية، مثل تخصيص منحة دراسة باسم أحد الشخصيات القبطية المرموقة، أو رعاية سيمنار أو ندوة أو المشاركة في رعاية مؤتمر.     إعادة النظر في تأكيد أو تعديل الصور الذهنية لدى الأقباط لدى الأقباط عادة عدد الصور الذهنية، التي من المهم إعادة التفكير فيها، إما من أجل تأكيدها أو من أجل تعديلها وتغييرها. والصور الذهنية هذه تكونت على مدار تراكم سنوات من الممارسة في مصر. أما المجتمع الكندي فهو مجتمع مغاير تماما للمجتمع المصري. من أهم هذه الصور الذهنية أن الأقباط مجتمع منغلق على ذاته ولا يسعي أو يحب التواصل أو الاحتكاك مع الآخرين، بفعل ما وجده من تمييز وتعصب في المجمل من الأغلبية المسلمة في المجتمع المصري. لكن الوضع هنا في كندا مختلف، والتي هي بالأساس مجتمع تكوينه بفعل التيارات المهاجرة. ومن المتفهم أن كل جالية تكون لديها درجة من درجات الانغلاق على ذاتها، لكن من المفيد أن تتواصل وتتفاعل مع الجاليات القريبة منها، خاصة فيما يخص القضايا أو المصالح المشتركة. من ضمن هذه الصور كذلك، الحذر والحرص، الذي يصل أحيانا إلى درجة منفرة في التعامل مع المسلمين، لما عانوه في كثير من الأحيان من اضطهاد وتعصب. هذه الحالة عانينا منها كلنا بلا استثناء على مدار سنوات طوال. لكن من المهم إعادة دراسة وتحليل هذا الأمر، لأن المسلمين هنا في كندا، بينهم المتشدد المتعصب، وبينهم المستنير، خاصة وأن المسلمين ليسوا كلهم نشأوا في نفس المجتمع وتحت تأثير ذات وسائل الإعلام، التي تبث رسائل متطرفة، تحفز الطائفية، لدين على حساب دين. فضلا عن أن المسلمين هنا لا يشكلون الأغلبية من منطلق عددي مثلما كان عددهم في مجتمعاتهم الأم. وهم أكثر وعيا وإدراكا هنا أن قوانين الدولة الكندية لن تسمح وسيكون العقاب جسيم لكل من يمارس الطائفية أو العنصرية، مقارنة بالمجتمعات الأم. فضلا عن أن بعض هؤلاء المسلمين يتمتعون بدرجة من الاستنارة والليبرالية في قبول الآخر هنا في كندا، مقارنة بمجتمعاتهم الأم، ومنها مصر. مع التأكيد على ميزة أن الأقباط يعرفون عن المسلمين أكثر مما يعرف المسلمون عنا، بمعني أننا عشنا في مجتمع ذو أغلبية مسلمة، ودرسنا في مختلف مراحل التعليم مواد من الدين الإسلامي، وكنا متابعين جديد للرسائل الدينية الإسلامية، التي لا تتوقف وسائل الأعلام على مختلف أنواعها عن بثها ليل ونهار. في حين أن المسلمين في مجتمعاتنا لا يعرفون إلا أقل القليل عنا، وكثير من معلوماتهم مغلوطة، خاصة وأن من يتحدث عنا أشخاص متطرفون ومتعصبون، وقليل منهم مستنير، لكن هؤلاء المستنيرون جمهورهم ليس بالكثيرة من هؤلاء المؤثرين من المتطرفين والمتعصبين. ومن ثم لدينا فرصة أكثر لمعرفة كيفية التواصل وفهم سلوكيات أعضاء هذه الجاليات العربية والمسلمة، وتطوير التعاون مع الفئات المستنيرة المحبة والمرحبة بالآخر، وتجنب الفئات المتطرفة والمتعصبة، التي توجد بالطبع في المجتمع الكندي. مع الأخذ في الاعتبار إن تجديد الخطاب الديني في عهد الرئيس السيسي، يتسم بقدر كبير من الإيجابية في التعامل مع فكرة المواطنة، وحدوث تغيير إيجابي في موقف الأقباط في المجتمع المصري، مقارنة بما كان عليه الحال أيام حكم الإخوان والسلفيين وقبلهما مبارك وغيره. وإن كان هذا لا يعني بالضرورة غياب الفئات المتشددة، التي تكره الآخر، نظرا لتأثرها الكبير بما تم بثه من سموم التطرف والتشدد تجاه الآخرين، وتحديدا المختلف معهم دينيا. خاصة وأنهم يعيشون في مجتمع علماني، ولكنهم يدركون جيدا أن ثقافته وتاريخية مسيحي. وهذه نقطة أخرى، من الصور الذهنية، التي على الأقباط إعادة مراجعتها ودراستها، فكندا دولة علمانية غربية، شأن كل الدول العلمانية، ليس للدولة دين. ولكنها دولة ذات أغلبية من حيث الثقافة والتربية والتاريخ مسيحية الهوى والأساسات، وهذه نقطة إيجابية يمكن أن تسمح بالتعايش المشترك، بعيدا عن "الجيتوهات" المغلقة. علاوة على أن التجمعات الإسلامية هنا، تحظي بنوع من الدعم اللوجيستي والتمويل من جهات خارج كندا، مثل مؤسسات وأفراد في بعض دول الخليج، وهو ما يمثل لها قوة تمويلية قوية، في المقابل لا ينعم الأقباط أو أي جالية مسيحية عربية مثل اللبنانيين أو السوريين المسيحيين بمثل هذا الدعم التمويلي، الذي يجب وضعه في الحسبان. ففكرة ساند أخاك.. هذه لا توجد لدي الجالية القبطية، مثلما هو الحال في الجاليات المسلمة، ومنها الجاليات العربية المسلمة. مع التأكيد على أن الجالية القبطية، لدي نوع آخر من الأخوة والمحبة والتضامن في دعم خاصة القادمين الجدد عبر الدعم المعلوماتي واللوجيستي ليستقروا في المجتمع الجديد، وهي فكرة إيجابية للغاية، ولكنها قصيرة الآجل، تنتهي بمجرد مرور عدد قليل من الشهور أو الأسابيع، واستقرار القادم الجديد. ولذا من المهم تطوير فكرة الأخوة أو التضامن مع القادمين الجدد، لتصبح فكرة مؤسسية، يمكن البناء عليها بصورة منتظمة سلوكيات وأمور تفيد الجالية القبطية على المستوى الفردي والجمعي سواء، في أوقات متنوعة، منها التعبئة والحشد خلال الانتخابات أو أي أحداث عامة. مع تحفيز ثقافة المشاركة، فالأقباط، لا يميلون للخروج في مظاهرات أو تجمعات للمطالبة بأمر ما، وهو أمر متفهم نتيجة حذرهم من بطش السلطة في مجتمعهم الأم، لكن الوضع مختلف تماما هنا، فالتظاهر حق رسمي وواقعي، يمكن التمتع به للتعبير عن حقوق كل جماعة، طالما أنه تم فعليا في إطار القانون والقواعد المنظمة، ولن يكون هناك ترصد من جانب أي جهة... وللحديث بقية. عبد المسيح يوسف - مونتريال عضو نقابة الصحفيين المصريين