Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا ردا على الاحتجاجات.. فورد يدعو طلاب الجامعات والكليات إلى الهدوء

خالد منتصر يكتب: نصر أكتوبر علم مش ”ملايكة”

  في كل احتفال بانتصار أكتوبر يصعد الشيوخ على المنابر ويخرج الخبراء على الشاشات يزفون إلينا البشرى ويؤكدون على أن الملائكة صانعة نصر أكتوبر، كانت معنا تؤازرنا وتدعمنا، وهي كانت السبب في العبور وتحطيم خط بارليف وإزالة عار هزيمة ٦٧، حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية بين خصمين، بل كانت معركة فكرية بين ثقافتين؟، ولابد لكي نفهم الفرق أن نسأل هل التغيير في نوعية السلاح هو الذي صنع النصر فقط، أم أن التغيير تجاوز ذلك إلى نوعية الفكر ونوعية المقاتل؟ 

      هذا هو السؤال المهم الذى يمكّننا من استيعاب الدروس المستفادة التي تجعلنا نصنع «6 أكتوبر» جديداً على مستوى الاقتصاد، وعلى مستوى الثقافة وعلى مستوى السياسة وعلى مستوى العدالة الاجتماعية، مقارنة فكر 6 أكتوبر، الذى صنع النصر والعزة والنور بفكر الفاشية الدينية الذى صنع الخيبة والعار والظلام، هي مقارنة مهمة تثبت أن صانع نصر 6 أكتوبر، هو تغيير نمط الفكر، إنه المنهج العلمي في التفكير مقابل المنهج الغيبي الأسطوري.

     حاول بعض الدعاة وقتها الترويج لأسطورة أن الملائكة هي التي حاربت وأنهم قد رأوا ذلك بأنفسهم، وهو نفس مفهوم أن جبريل الذي هبط في رابعة وساند المعتصمين حتى يعود المرسى المنتظر!، ولكن الحقيقة أن المنهج العلمي الذى اتبعه الجيش في التخطيط للحرب منذ الاستنزاف وبناء جيش جديد على أسس جديدة هو الذى صنع النصر، وأن استيعاب الدرس من العدو ليس عيباً، فإسرائيل لم تعتمد على الملائكة لهزيمتنا في ستة أيام في حرب يونيو ١٩٦٧، ولكنها اعتمدت على العلم، كانت البداية هي المقاتل ونوعية المجند الجديد، فلا يعقل أن يتحكم في صاروخ سام 6 مجند أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولذلك بدأت المؤهلات العليا توظف في أماكنها الصحيحة في الجيش المصري، بدأ العلم يحل محل العشوائية التي كانت السبب الرئيسي في هزيمتنا في 67.

    فكر الإصرار والعزيمة والتخطيط والابتكار مقابل فكر اليأس والتواكل والعشوائية والتقليد، فالسد المنيع الذى اسمه "خط بارليف" لم يزرع ويبث اليأس قط في الجيش المصري، ومهما كان حجم المشكلة، فلا بد أن تجد لها حلاً على أرض الواقع وألا تكتفى بمجرد الدعاء والتوسل مثلما كان يفعل الإخوان الذين كانوا يقنعوننا بفشل «مرسى» على أنه قمة النجاح ويروجون له على أنه معجزة لمجرد أنه رئيس يصلي برغم أن الصلاة لم تهبط على المصريين في زمن مرسى وبالرغم من أن حكاماً ديكتاتوريين فاشيين جلسوا على عرش مصر كانوا يصلون أيضاً، ابتكر الفكرة مهندس مسيحي، وهذا المهندس طبقاً لتفكير الإخوان لا يولى ولا يسمح له بالتفكير من أساسه، فضلاً عن تنفيذ آثار هذا التفكير!، ولكن الجيش احترم ابتكاره ونفذه وانتصر به.

في النهاية لا بد من استحضار معركة وكلمات د. فؤاد زكريا ضد شيخ الأزهر وقتها د. عبدالحليم محمود لكى نستوعب الدرس، فعقب انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، قال شيخ الأزهر آنذاك عبدالحليم محمود، إن السبب في النصر «محاربة الملائكة مع الجنود ضد إسرائيل»، ما دفع فؤاد زكريا للرد عليه في مقال بصحيفة «الأهرام» بعنوان «معركتنا والتفكير اللاعقلى»، قال فيه إن الوقفة الصامدة التي وقفها الإنسان المصري بسيناء في أول مواجهة حقيقية له مع العدو كانت ثمرة العلم والإيمان، العلم يتمثل في الإعداد الصامت الدؤوب ليوم المعركة، والتدريبات الشاقة العميقة، والقدرة الفائقة على استخدام أحدث الأسلحة، وذلك التخطيط الذى أصبح من ذلك الحين موضوعاً للدراسة في المعاهد العسكرية والاستراتيجية.

وأما الإيمان فكان يتمثل في تلك الرغبة الجارفة التي ازدادت في كل يوم إلحاحاً طوال ست سنوات في تحرير قطعة عزيزة من أرض الوطن، وفى تبديد خرافة «الجيش الإسرائيلي الذى لا يقهر، والجيوش العربية التي تفر من أول طلقة»، وفى مسح عار 1967، والأهم من ذلك كله الإيمان بأن هناك قضية عادلة تستحق أن يضحى المرء بحياته من أجلها، وهؤلاء جميعاً كانوا «جنود الخفاء» الذين وقفوا يحاربون معنا، وختم «زكريا» مقاله قائلاً: «أعتقد أن تمسكنا بالارتكاز على أرض العقل الراسخة يعطينا سلاحاً هائلاً في معركتنا، على حين أن عودتنا إلى ضباب اللامعقول، وإلى التعليلات الخرافية والأسطورية يجعلنا نقف معنوياً على نفس الأرض الهشة التي يقف عليها أعداؤنا. وما دام هدفنا العام الطويل الأجل متماشياً مع العقل، فمن الواجب أن تكون تصرفاتنا الجزئية قصيرة الأجل منسجمة مع هذا الهدف العام».

احتفالنا الحقيقي بأكتوبر هو التمسك بقيم العلم التي جعلتنا ننتصر.

شاهد:

الشعراوي: الثغرة حدثت لما قلنا إننا انتصرنا بالعلم

https://youtu.be/3Es6HH3axcM