أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

خالد منتصر يكتب: كيف فهمت الإمارات معنى الحداثة؟

الحداثة هي البيت الذي صار يسكنه كل من يريد التقدم والنمو والتطور، وفهم معناه أصبح هو شفرة النجاح، والفرد الذي يعيش ويتقبل معنى الحداثة والدولة التي تسعى إلى تحقيقها هي التي لها قصب السبق في ارتفاع وتيرة النمو الاقتصادي، وسر نجاح الإمارات هو أنها أدركت هذا المعنى، يكفي أن عدد السياح إلى إمارة واحدة وهي دبي صار ضعف عدد السياح عندنا!! وهو الدليل على نجاح هذا الفهم الإماراتي للحداثة والنهضة، الاندماج في هذا العالم وتقبل الآخر واحترام السائح والتعامل معه على أنه قد حضر إلى هذا البلد عبر تلك الآلاف من الأميال ليستمتع وليس ليعمل داعية أو يدخل في دينك أو ينطق الشهادتين أو نقنعه بأن الخمرة حرام وأن النقاب هو الزي الشرعي الحلال "هو مش جاي يتربى عند فضيلتك، ىهو جاي يستمتع بالبحر والشاطئ والآثار والجو والناس"!! من يتابع قرارات الإمارات الأخيرة سريعة الوتيرة والصادمة للبعض تلخص لك كيف تفكر هذه الدولة حديثة النشأة وحداثية الفهم ، بداية من الإقامة الذهبية التي منحتها للمتميزين عربياً وعالمياً وخاصة القوى الناعمة من فنانين ورياضيين ..الخ ، ثم إلغاء إجازة يوم الجمعة والذي سبب صدمة للتيار السلفي في العالم العربي ولاقى هجوماً رهيباً، ولكن ما يعجبني في الساسة الإماراتيين أنهم لا يهتمون ولا يلقون بالاً لفزاعات السلفيين، هم ينظرون إلى عجلة الاقتصاد العالمي، كيف تكون بنوك العالم العملاقة كلها إجازة الأحد ونحن ننفصل ثلاثة أيام نائمين عنهم، الجمعة والسبت وعندما نعود نجدهم إجازة الأحد، قالوا هذا تهريج اقتصادي وضياع لوقت بلا معنى، صارت الإمارات تمشي مع العالم كتفاً بكتف، ولا تجعل من صرخات التيار الأصولي الديني عائقاً ومانعاً من التقدم. التحدي الأكبر للإمارات حين جعلت صلاة الجمعة في ميعاد ثابت هو الواحدة والربع ظهراً طوال العام وبمدة زمنية محددة، إنهم يدركون أن سر نجاح الحداثة هو تنظيم الوقت واحترامه، وأيضاً احترام كل العقائد والأجناس، الإمارات هي الدولة التي تجمع في بوتقتها المتسامحة كل جنسيات العالم، هي أمم متحدة على الأرض وليست في مبنى نيويورك، يكفي أنها هي الدولة العربية الوحيدة التي سمحت بمحارق لجثث الهندوس ومعبد لممارسة طقوسهم الدينية! لا تستطيع هناك أن تتنمر على دين أحد أو لون بشرة إنسان، ترحل فوراً، لا يوجد هناك تحرش بامرأة مهما ارتدت من ملابس، لا توجد هناك الحجة الجاهزة التي نستخدمها وهي "البنت تستاهل لأنها خرجت بفستان قصير"! من ينظر بــ "لزوجة" أو يتلفظ بفحش، مصيره السجن، آخر القرارات الإماراتية الصادمة لحزب السلفيين المتحنطين العرب، هي إلغاء الرقابة على الأفلام فوق سن ٢١ والاكتفاء بالتصنيف العمري. فهمت الإمارات أن الحداثة لا وصاية فيها على أذواق البشر وعقلياتهم وأفكارهم، هذا هو فهم الإمارات للحداثة، الإمارات التي فهمت مبكراً أن البترول سينضب يوماً ما وأن عليها النهوض من خلال البشر والسياحة والتكنولوجيا والتعليم والمغامرة. صورة مقال خالد منتصر