أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

خالد منتصر يكتب: قراءة في فلسفة الموت عند التكفيريين

الموت قضية شغلت معظم المفكرين والفلاسفة ورجال الدين، حاولوا وضع تفسيرات وتحليلات لفهمه وتخفيف ألمه وتبرير حدوثه، في نفس الوقت الذي يحاول فيه علماء بيولوجي تحقيق حلم الخلود عن طريق فهم آلية موت الخلية ويكتب روائيون عن السوبرمان الخالد، كلها محاولات للتعامل مع أكبر لغز وجودي في الكون لكن ما حدث وما يحدث من تيار الإسلام السياسي التكفيري في التعامل مع الموت يحتاج إلى وقفة، لأننا في الحقيقة نتعامل مع جنون لا فكر، ومع مرضى شيزوفرينيا وليس أناس طبيعيين، فما يحدث من هيصة وفرح وزغاريد كلما مات مفكر علماني أو تنويري مخالف لأفكارهم و"إسطمباتهم" العقائدية، تجبرنا على قراءة فلسفة الموت عند هؤلاء البشر الغريبة!!

       فهم يتحدثون وكأن الموت فيروس يصيب العلمانيين فقط!! وأن الأنبياء والصحابة والمشايخ والدعاة بشر مخلدون!! برغم إن المعلومة المتوافرة لدينا حتى من المصادر الدينية أنه حتى النبي نوح أطول البشر عمراً قد مات، وأنه لا يوجد حتى الآن إنسان مختبئ في كهف أو بئر حياً منذ بدء الخليقة!! والأعجب هو تبنيهم لنظرية الموت هو عقاب إلهي والشكر للرب على أنه أراحنا من العلماني بالحرق أو بالذبح أو بالتقطيع ...الخ!! برغم أن التاريخ الإسلامي غني بالرؤوس المقطوعة والأشلاء المبتورة لصحابيين ومؤمنين تقاة ورعين صالحين لم يفوتوا ركعة صلاة أو شهر صيام!! فهل كل تلك الجماجم المعلقة والبطون المبقورة هي عقابات ربانية؟! نأتي إلى أهم شيء فيما وراء تلك الطريقة في التفكير عند أتباع الإسلام السياسي وهو ما يحطم نظرية العدل الإلهي التي هي أهم أعمدة العقيدة والإيمان.

     فكيف يتصور هؤلاء أن الله جل جلاله وتقدست صفاته وأسماؤه يأخذ الأوامر منهم ويستجيب لحماقاتهم وعدوانيتهم وجلافتهم وغلظة حسهم؟! معقول؟! هل هذا العدل من وجهة نظرهم، أن يستجيب الرب لحفنة من البشر لأن الصدفة بالولادة والجغرافيا جعلتهم أتباع دين معين!! وهل لأن حيواناً منوياً لأب من هذه العقيدة قد تصادف وخصب بويضة أم تنتمي لنفس العقيدة، هل يبيح هذا أن تكون أمنيات ودعوات الجنين الذي تشكل نتيجة هذا اللقاء هي فرمانات لا ترد؟! وأنه لو تمنى الموت لعلماني ستتحقق أمنياته!! هل هناك حالة نفسية عصابية سيكوباتية صادفتوها أعجب من تلك الحالة؟! ما يحدث من رقص "الزومبي" على جثث المختلفين فكرياً مع الإسلاميين ينذر بكارثة، فنحن لم نعد نحارب فئة فقدت الوطنية ولكننا أصبحنا نحارب عصابة بلطجية فقدت أبسط مبادئ الإنسانية.

صورة مقال خالد (3)