Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا ردا على الاحتجاجات.. فورد يدعو طلاب الجامعات والكليات إلى الهدوء

عبد المسيح يوسف يكتب: نعم أقباط المهجر يختلفون عن أقباط مصر!!

لم يصدمني كم الانتقادات غير الموضوعية، التي تعرض له قداسة البابا تواضروس الثاني، لأنه طالما تحمل ويتحمل كثيرا، فيما يتعلق بالصورة التي التقطت لقداسته مع اثنين من خيرة الشباب، والشمامسة، بسبب "قصة شعر كل منهما"، خلال قداس للشباب المسيحي في أوروبا، عند زيارة البابا للنمسا. قبل التأكيد على أن هذا المقال ليس نقدا، ولا هجوما على أحد، ولكنه محاولة لشرح الأمور والفهم، خاصة وأن كاتب المقال، قبل أن يصبح مهاجرا في أمريكا الشمالية منذ سنوات، كان على دراية ومتابعة وتحليل بتطورات الأحداث في المجتمع القبطي المصري، بسبب طبيعة عمله الصحفى. هذه محاولة جادة لتوضيح الصورة أو الجانب غير المرئي بالنسبة للأقباط في مصر، أو بعض منهم. وعندما أقول إن هناك اختلافا جوهريا بين أقباط المهجر وأقباط مصر، فالاختلاف ليس في العقيدة أو الإيمان، لأن العقيدة واحدة، والإيمان واحد. ولكن الاختلافات الجوهرية بين أقباط المهجر الذين أنا واحد منهم، وانتمي إليهم منذ سنوات، وقريب جدا من أوساطهم، وبين الأقباط في مصر، الذين انتميت ولازلت انتمي إليهم واتفهم نسق قيمهم وطريقة تفكيرهم وتحليلهم للأمور. فإنه من الضروري التأكيد على أن سيكولوجية، وبيئة، ورد فعل، ونسق قيم، وبيئة القبطي المصري في مصر مختلفة تماما عن القبطي في المهجر. ֍֍֍ وعلى القبطي في مصر، أن يتفهم أولا، ثم يراجع نفسه ثانيا، قبل أن يهاجم بعض أقباط المهجر، متهما إياهم بالنظرة العلوية تجاه أقباط مصر، وبعض أقباط مصر يتمادى لاستخدام تعبيرات يعف اللسان عن ذكرها، وكنت استمع لبعضهم واتعجب منها، تعبر عن الصورة الذهنية السلبية في جزء منها لأقباط المهجر عند أقباط مصر. في البداية، لا يجب أن ننسي أن السيد المسيح عندما جاء لفداء الإنسانية، جاء مندمجا ومتشبها بمجتمعه في ذلك الوقت، من حيث الملبس والذقن وشعر الرأس الطويل والصندل، ولم يرد – وكان له المجد قادرا- أن يرتدي وقتها الملابس ويتخذ الشكل المتناسب مع وقتنا حاليا في القرن الحادي والعشرين كأن يرتدي بدلة أو بنطلون جينز لأن هذا سيكون مغاير لمجتمعه في ذلك الوقت، فقد اختار بكامل إرادته أن يكون متسقا من حيث الشكل مع مجتمعه. إذا كان البعض ينتقد لمجرد لفت الانتباه إليه أو لعداوة أو خلاف مع قداسة البابا، فهذا أمر مغرض لسنا في مجال للحديث عنه، خاصة وأن البعض يقدم نفسه على أنهم حماة الإيمان، على الرغم من أن كل أعضاء جسد السيد المسيح، أعضاء الكنيسة هم حماة الإيمان، الذي ليس حكرا على جماعة دون غيرها، خاصة وأنهم يهاجمون بضراوة بعض أشقائهم المسيحيين، ولكن عندما يتعرضون للهجوم والازدراء من جماعات أخري، يتحدثون وفق قاعدة الكيل بمكيالين، وأن السيد المسيح سيرد عنهم، باعتبار أنهم أبناء السلام يدعون، ولا يدخلون في عدوات مع أحد. من المهم أن ندرك أنه ليس كل أقباط المهجر وحدة واحدة، بل هناك اختلافات ما بين مجتمعات أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا وغيرها من دول المهجر. من الطبيعي أن تميز ما بين عدة أجيال في أقباط المهجر، الجيل الأول المهاجر، وهو الذي يشبه في أغلبه أقباط مصر، من حيث بعض القيود والتعقيدات وطريقة التفكير. صورة مقال عبد المسيح ֍֍֍ أما الجيل الثاني والثالث وما بعد ذلك من أبناء المهاجرين من أولاد وبنات، فهم مختلفين تماما أو بقدر كبير عن آبائهم وأمهاتهم المهاجرين، حيث يتشبهون بمجتمعاتهم الغربية، من حيث الشكل أو طريقة اللبس أو قصات الشعر أو أهم شئي اللغة خاصة وأنهم إن لم يندمجوا في هذه المجتمعات سيعانون من الاغتراب، الذي يعاني منه أقباط مصر في علاقتهم أحيانا بالمجتمع والحكومة. هذا الاندماج لا يعتبر معارضة للقيم المسيحية، لأن بعض التغيير والاندماج في المجتمع، لا تعني الانقلاب على الإيمان والعقيدة المسيحية الصحيحة، التي تبذل الكنيسة والآباء الكهنة هنا في المهجر الغالي والنفيس من أجل الاحتفاظ بهؤلاء الشباب داخل الكنيسة. يقضي الشباب والمراهقون من مختلف الأعمار، غالبية الوقت هنا في المدارس والجامعات والكليات، وبالتالي يحتكون بالقيم الغربية، أكثر من احتكاكهم بالقيم والسلوكيات المصرية التقليدية. ولكن لا ننسي أن بعض هؤلاء الشباب، هم شمامسة على دراجة عالية من التدين والتقوى، حيث هم حافظون لألحان وتسابيح وصلوات، وقادرون على ترديدها بلغة البلد، التي يعيشون فيها. ففي كندا مثلا، يوجد شباب ولد هنا، قادر علي الصلاة، وهو شماس أو ليس على درجة الشموسية، باللغات العربية والقبطية والإنجليزية والفرنسية. ودون المقارنة بين شمامسة مصر وشمامسة المهجر، حيث أننا لا نستطيع المقارنة من حيث الإيمان، لأن الإيمان الوحيد القادر للحكم عليه هو الله، لأن الله فاحص القلوب، وقال لنا الكتاب المقدس يا ابني أعطني قلبك. ولبعض من أدانوا في مصر، هؤلاء الشمامسة الرائعين، متلاعبين ببعض آيات الكتاب المقدسة عن الشكل والحشمة، تجاهلوا أنه يسهل أن نذكرهن بالآية: لا تدينوا لكي لا تدانوا ... لسنا هنا في مجال نقد أن تحليل النص المقدس، ولكننا هنا في محاولة لشرح اختلاف البيئة وسيكولوجية القبطي في المهجر عن القبطي في مصر. مع التذكير بأن هؤلاء الشباب لم يخالفوا قواعد الحشمة، مذكرين بأن السيد المسيح جاء مستقا من حيث الشكل مع مجتمعه في ذلك الوقت. في المجمل، القبطي هنا لديه هامش حرية أعلي ولا يقارن بما في مصر بصفة عامة، كما أن مغريات الحياة أعمق وأكبر مما هو متاح في مصر. هنا تحديات مجتمع الهجرة، إن لم تبذل الكنيسة الكثير من الجهد سيضيع الكثير من الشباب والشابات في المجتمع الغربي، حيث المغريات والتحديات، التي لا يعرفها الكثير من أقباط مصر ولا حتي يتخيلونها، يكفي أن تعرف أن المخدرات، التي يخاطر البعض في مصر بحياته وسجنه من أجل الحصول علي جزء بسيط منها لمزاجه الخاص، متاحة هنا في كل مكان، بل وبعض الحكومات، مثل كندا وهولندا هي التي تقوم ببيعها للمواطنين، أو تحديات الحياة مع شريك آخر بعيدا عن سر الزواج المقدس والمبارك، أو الاستقلال المالي والقدرة علي الحياة بعيدا عن الأب والأم والأسرة، وعدم الطاعة لهما حال المشاكل، والتحديات لا حصر لها هنا. الشباب هم مستقبل الكنيسة، وبدون شباب، لن توجد كنيسة، بمعني الشعب جسد السيد المسيح. وهذا ينقلنا إلى نقطة اخرى مهمة جدا، دور الآباء الكهنة هنا. ֍֍֍ لا يصلح لنا هنا أي كاهن قادم من مصر المحروسة، لأنه لن يستطيع أن يتحدث اللغات الأجنبية، ولغة التواصل مع الأجيال المختلفة لتفهم عقلياتهم واحتياجاتهم، ولن يستطيع أن يتناقش معهم في قضايا محورية تتعلق بالإيمان المسيحي الصحيح البعيد عن الإلحاد، والحفاظ علي عذرية البنات، والابتعاد عن المخدرات والكحوليات، ووووو ....... إن لم تحاور وتناقش الشاب أو الفتاه، وتقنعه بالمنطق والحوار، وتكسب احترامه وثقته، فلن تراه مرة أخري داخل الكنيسة أو في أي مكان آخر. الشباب والفتيات من الجيل الثاني والثالث وغيرهم يذهبون إلى الكنيسة لأن الآباء الكهنة وفي مقدمتهم الأب الأسقف قادرين علي تفهم التحديات واحتياجات الأجيال المختلفة وربطها بالكنيسة، والقدرة على التواصل معهم باللغة والطريقة التي يفهمونها وتكسب ثقتهم ويرتاحون إليها. القيود والقواعد والقيم والعادات التي تحكم السلوكيات في مصر لن تجدها بالضرورة في مجتمعات المهجر الغربية، عندما يتشاجر الشاب أو الفتاه مع أحد والديهما، في مصر يجد عند الجد أو العم أو الخال أو الخالة أو أحد الأقارب المقربين منفذا لتغيير الجو والتدخل من أجل اصلاح المشكلة بين الآباء والأبناء. لكن هنا يا عزيزي القبطي المصري، الوضع مختلف، إذا فقدت ابنك أو بنتك، فلا يوجد هنا الجد أو العم أو الأقارب، الذين سيستقبلون ابنك أو بنتك. هنا الكنيسة والآباء الكهنة، فعليا آباء بالمعني الحرفي والمعنوي والروحي للكلمة، قادرين علي تفهم الاحتياجات واستيعاب وربط الشباب بالأسرة والكنيسة مع الوالدين، لأنه اذا اصطدم الاب والام مع الأبناء، فإلي من سيذهبون؟ إذا ذهبوا إلي المجتمع سيضيعون فيه وسيكون من الصعب استردادهم. هنا في المهجر نماذج عديدة للآباء الكهنة الذين يتسمون بأنهم على درجة عالية من الحنان واستيعاب وتفهم احتياجات الشباب والفتيات والحوار معهم بلغتهم وربطهم بالكنيسة، بصورة تجعل الكنيسة المكان الثاني الذي يقضون فيه أوقاتهم بعد المدارس والجامعات وقبل الأسرة، مما يجعلك مطمئنا على ابنك وبنتك في الكنيسة، وقائمة أسماء هذه النوعية من الآباء الأجلاء طويلة في إيبارشيات مختلفة في بلاد الغرب بالمهجر. فهنا في شرق كندا، نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس، أسقف علي نهج القديس بولس الرسول، أسقف رعاية وعمران ويتواصل مع جميع الأعمار وخاصة الشباب ليربطهم بالكنيسة وقيم المسيحية والإيمان السليم في مجتمع ممتلئ بالتحديات. وهناك آباء كهنة أجلاء يحبهم ويثق فيهم أبناؤنا وبناتنا الشباب، لقدرتهم علي استيعابهم وربطهم الكنيسة بتوظيف لغة حوار يفهمونها، ويحوزون علي حب وثقة الأسر والعائلات والشباب والفتيات، لما يلمسونه من أبوة وحنان يبذلونه لاستيعاب الجميع وخاصة الشباب، لمساعدتهم علي الارتباط بالإيمان المسيحي الصحيح، والتصرف بثقة واندماج في المجتمع الكندي، معبرين في حياتهم اليومية عن نماذج حية للمسيحي الإيجابي، المحافظ علي إيمانه والمرتبط بكنيسته وغير الكاره لمجتمعه، مثلما هو حال البعض  بين أوساط أقباط مصر، الذي يعدون امتدادنا وأصلنا، الذي نفتخر به ويهمنا التواصل والتفاهم معه في مختلف القضايا النقاشية. ونذكر من هؤلاء الآباء الأجلاء المحبوبين على سبيل المثال لا الحصر "الراهب المنير" القمص موسي البراموسي، المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا، وأبونا فيكتور نصر كاهن كنيسة مارمرقس مونتريال وغيرهم آخرين كثر من الآباء الأجلاء الكهنة. ֍֍֍ عزيزي القبطي المصري، لك على مدار السنين كل الحب والتقدير، لأنك حملت راية الإيمان، منذ عصور الاستشهاد حتى الآن وإلى منتهي الأعوام، ولعبت دورا مهما في حفظ الإيمان، وكان لكل المسيحيين في مصر والمهجر دورا مهما في نشر الكرازة مع الآباء الكهنة والأساقفة الأجلاء في مختلف المسكونة. ولذا المطلوب منك، كما أوضحت في المقال في بدايته، أنه محاولة للفهم والتواصل وليس للنقد أو الهجوم، أن تدعم جهود قداسة البابا تواضروس الثاني، ومختلف الآباء الأساقفة الأجلاء والكهنة المبجلين في الحفاظ على الأجيال المختلفة مرتبطة ومحبة وعاشقة للكنيسة والإيمان المسيحي الصحيح، سواء كان في مصر أو المهجر، فهو إيمان واحد، مثلما نؤمن بأنها كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية، تصون وتحمي وتنشر الإيمان المسيحي. إن تقديرك وتشجيعك للشمامسة في المهجر لا يعني بالضرورة أن تشجع الشباب في مصر على التشبه بهم من حيث المظهر، على الرغم من أن هناك العديد من الشباب في مصر ليس في حاجة أن يعرف بهؤلاء الشباب ليتشبهم بهم، بل هو فعليا منذ زمن يقومون بعمل ذات قصات الشعر، وارتداء ذات الملابس. ولننطلق جميعا من قاعدة أن الله فاحص القلوب، يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي.