أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

زينب على البحراني تكتب: صدمات اليوم.. أزمات الغد

منذ عام 2011م والمنطقة العربية تعيش في حالة مُتصاعدة من الفوضى غير المفهومة، ثمة تقلُّبات غير مُعتادة وتغيُّرات مُتسارعة في واقع المنطقة من الصعب أن تمر على النفس البشرية دون أن تؤدي إلى صدمات، ودون أن تنعكس نتائجها بصورة اضطرابات مُجتمعية يظهر بعضها بوضوح في الوقت الراهن؛ بينما سيتجلَّى بعضها الآخر خلال السنوات القادمة، وستبدو لبعض الناس باعتبارها "ظواهِر مُفاجئة" لا يعرفون كيف يتعاملون معها، لأنهم نسوا ما يحدث الآن أو لم ينتبهوا له. لا يمكن أن تمر الحروب العالمية، والتضخمات الاقتصادية، والثورات، والجوائح، دون أن تطبع آثار أقدامها على مُستقبل البشر، لا سيما ذاك النوع من البشر الذي ينتظر دائمًا أن يُصنع مصيره بيد غيره، وإن تمكن هؤلاء من النجاة بالصدفة سيكون من الصعب على ابنائهم الذين كانوا أطفالاً أو مُراهقين خلال تلك الأزمات تدبر أمورهم بالطريقة ذاتها في المستقبل.. إذا كُنتَ من الجيل المولود بين ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين انظر إلى ظروفك الأن ثم ارجع إلى ذاكرة طفولتك لتتذكر ما حدث وقتها في أكثر من بلد وكيف أثر ذلك سلبًا على حاضرك اليوم بطريقة مُباشرة أو غير مُباشرة، وإن لم تتذكر ارجع إلى الصحافة الورقية في ذلك الوقت لتُذكرك، ولا تعتمد على التوثيق الإلكتروني لأننا الآن في مرحلة ترسيخ الأكاذيب وقلب الحقائق التاريخية وِفق أمزجة النظام العالمي الجديد لكل ما لم يتم توثيقه ورقيًا في حينه. ما حدث قد حدث وانتهى أمره، لكننا اليوم أمام "ما يحدث" فعلاً وهو "غير طبيعي"، هناك مُحاولات غير مفهومة للتعامل مع الإنسان باعتباره "ليس كائنًا بشريًا" ولا وزن لكيانه الجسدي أو المعنوي، هناك استهتار واضح بقُدسية جسد هذا المخلوق وعقله ومشاعره على مُختلف الأصعدة دون أن ينتبه إلى أنه يتعرض للانتهاك والاستعباد وتحويله إلى "روبوت" لخدمة مصالح آخرين دون أن تكون له حقوق أخرى قد يكون أهمها "الحُريَّة"، لا سيما حُرية الفِكر وحُرية الاختيار واتخاذ القرار دون حشره تحت وطأة ظروف قاهرة تُجبره على اختيار أفضل الخيارات السيئة المُتاحة لعدم رؤيته خيارًا طيبًا يستحقه! لا يُمكن توقُّع حلول من خارج العالم الشخصي للفرد في هذا الزمن، إن كُنتَ ترجو النجاة من هذا المصير فعليكَ السعي لإنقاذ نفسك وإنقاذ الأجيال القادمة من لعنات ما يحدث اليوم، يجب أن تُلاحظ وتنتبه وتفهم بمُفردك لأنك بالنسبة لأي منظومة أخرى أكبر منك أو أكثر اتساعًا غير مُهم إلا باعتبارك بُرغيًا يُساهم في سير عجلة تنفيذ مصالحها فقط، إن كُنتَ ذكيًا ستفهم هذا الكلام وتستفيد منه حين ترى قليلي الذكاء وبطيئي الفهم تجرفهم أعاصير الظروف القادمة في المستقبل، وتذكَّر أن لا أحد سيورط نفسه بتوضيح الأمر أكثر للغافلين والمُغفّلين لأن ثمن الحقيقة اليوم أغلى من أن يتم التضحية به.