6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

رامز ارمانيوس يكتب: جوهرة سقطت سهوا من السماء

انتهى فصل الصيف وها نحن على اعتاب فصل الخريف. ذهب الصيف واخذ معه لحظات رائعة واماكن خلابة قد قام كاتب هذه السطور بالاستمتاع بالذهاب اليها وقضاء بعض الوقت بها. فقد قضيت ثلاثة ايام في إحدى البقاع السحرية الموجودة علي سطح الأرض. كانت هذه الايام في مدينة كيبيك  (La ville de Québec ). تبعد كيبيك عن مونتريال حوالي 255 كم. و في رأيي أنها مدينة رائعة الجمال، لما تحويه من أماكن أثرية، ناهيك عن جمال و رقة الناس هناك، فقد تشعر أن الأرض استضافت عندها قطعة من السماء.  حينما دخلت كنيسة Sainte-Anne-de-Beaupré  اي كنيسة القديسة حنة والدة العذراء مريم، أبهرني جمال الكنيسة، بالإضافة الي  انني شعرت شعورا روحيا عجيبا، تصعب أن تحده في كلمات!! أبهرتني التماثيل جدا، وهنا سرحت بعض الشيء وتساءلت: إن كانت هذه الكنيسة بهذا الجمال، وهي على الأرض، فيا ترى ما هو جمال ملكوت السموات؟ وما هي الابدية؟ وماذا سنفعل في الابدية؟... وهنا وقد نسيت أمر الكنيسة، وأخذت أغوص في بحر اللاهوت الاسخاتولوجي للرد على عقلي، الذي أخذ يتساءل ويتساءل. وهنا وقد بدأت أتحاور مع عقلي واستطعت أن أجيب على جميع اسئلته. فقلت له: إن هدف الحياة المسيحية هو الاتحاد بالله في شخص ابنه يسوع المسيح، وذلك من خلال عمل الروح القدس الذي يأخذ من المسيح ويعطي للإنسان. للأسف يصر بعض الخدام والوعاظ على تثبيت فكرة أن هدف الإنسان أن يذهب إلى السماء. وكأن الابدية مجرد مكان ننجو فيه ونتخلص فيه من مخاطر وضيقات الأرض. ابدا لم يكن هذا هو هدف الإنسان! للآسف يتجه أغلب الوعظ الروحي والتعليم الكنسي إلى فكرة الخطوات. أي ماهي الخطوات التي يتبعها الإنسان لكي يصل إلى السماء؟؟ انه ليس تعليما روحيا كتابيا ابدا. فكما ذكرت أن الهدف هو الاتحاد بالله في شخص يسوع المسيح من خلال عمل الروح القدس. فإن خلت السماء من الله، اصبحت جحيما لا يطاق. أما الابدية، فقد ذكرت سابقا أنها معرفة الله، فيذكرنا معلمنا يوحنا الحبيب بما قاله ربنا يسوع المسيح في صلاته للآب: "وهذه هي الحياة الابدية أن يعرفوك أنت هو الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته." (يوحنا ١٧: ٣). هذا هو مفهوم الحياة الابدية. ولكن يظل سؤالا محيرا، وهنا قام عقلي بسؤالي مستفهما: ماذا سنفعل في الأبدية؟ أسنسبح ليلا ونهارا؟ أي لغة سنتكلم بها؟ أهناك لغة معينة يجب أن أتعلمها هنا على الأرض لكي استطيع أن أسبح؟؟ وماذا سنفعل إن كان هناك بعض الناس يملون ويضجرون من عملية التسبيح المستمر؟ طمأنت عقلي وأجبته، في الواقع، أن السؤال خطأ يا عقلي الحبيب، فليس هناك بعدا وظيفيا في الأبدية بل بالأحرى هو بعدا انطولوجيا وجوديا! أي لا يكون السؤال ماذا سأفعل في الأبدية؟ بل من سأكون في الأبدية؟؟ سنكون كائنات تتحقق فيها بنوة الله في أكمل صورة لها، بل العجيب اننا قد نتعدى حدود هذه البنوة. فيقول معلمنا يوحنا الحبيب في رسالته الاولى: "ايها الأحباء، الآن نحن أولاد الله، ولم يظهر بعد ماذا سنكون.  ولكن نعلم انه إذا أظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو." (١يو ٣: ٢).  نعم سنكون مثله!! نعم سنراه كما هو!  فإن كنا سنكون مثله وسنراه كما هو، فتحدث تلك النقلة في كينونة الإنسان، فحينئذ تخرج من فم هذا الإنسان كل التسابيح والتماجيد لله بصورة تلقائية نتيجة هذه النقلة. اننا لن نحقق كياننا إلا في شخص يسوع المسيح. وبينما كنت مستغرقا في التفكير والتأمل في هذه النقلة، والحوار الشيق مع عقلي الحبيب، وجدت صديقي يبتسم لي قائلا: "عجبك اوي التمثال ده!! تحب أصورك صورة حلوة؟"