أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

زينب علي البحراني تكتب: عقول تقبل الانقياد!

المُراقب لأحداث الزمن الذي نعيشُ فيه يلحظ انعطافاتٍ لا بد وأن تبدو "غير منطقية" لكُل ذي عقلٍ مازال قادرًا على المُلاحظة والتحليل والاستنتاج، ثمة تغيرات لا يُمكن أن تكون "عفوية" أو "طبيعية"، بل لا بد من "فعل فاعل" أدى تلاعب واضح بالعقول التي رضيت بالانسياق نحو خطوات الصياد والوقوع في الفخ دون مقاومة فكرية تؤكد انسانيتها وحقها في العيش دون أصابع غريبة تُحرك خيوط حياتها وتتحكم بها، وبما أن الإعلام بمُختلف صوره من أهم الوسائل التي يُستعان بها في التأثير على العقول غير المُستقرة؛ يبدو واضحًا استغلال وسائل التواصل الاجتماعي المدعوّة بـ "الإعلام الجديد" للتأثير على حركة تطور المجتمع باستفزاز أدنى الطبقات لتُحارب الطبقات الأعلى بدل أن تسعى للارتقاء إلى مستواها، وهي ظاهرةٌ غير جديدة ربما يكون أبرز من تحدث عنها القائد الألماني "هتلر" في كتابه الشهير "كفاحي". كان هتلر رجُلاً مثقفًا، قارئًا نهمًا ومفكرًا سياسيًا لا يُستهان برؤاه الفكرية، وكان من بين مُلاحظاته تجاه بعض المنظومات الخفية ذات الأهداف التخريبية على صعيدٍ عالمي اتباعهم هذا السبيل لتخريب المُجتمعات، وعن بعض وسائلهم التخريبية قال في كتابه: "وعن طريق الصحف التي هيأت ما يُكتب فيها ليُناسب مُستوى القرَّاء الجهلة، وبدلاً من أن تكون مهمة هذه الصحف تنوير القرَّاء ورفع مستواهم وتوجيههم إلى ما ينفعهم في حياتهم اليومية؛ بل على العكس شجعت الطبقات الدنيا على ممارسة التخريب والشغب، إنها الصحافة المسؤولة أولاً عن تسميم أفكار الناس؛ ودفعهم إلى تدمير كل ما يصب في خدمة الاقتصاد القومي والاستقلال، بل أكثر من ذلك دعت إلى تدمير كل القيم العليا الموروثة لدى الشعب أو كُل خلق قويم. ومن أهداف الهجوم الذي تشنه هذه الصحف تدمير كل الرجال الشرفاءأصحاب الذكاء الفائق الذين رفضوا أن يقعوا في الفخ". ما أشبه اليوم بالأمس (وربما بالغد!)، ها هو التاريخ يُكرر نفسه بصورةٍ هزلية تُثير الشفقة على تلك العقول التي مازالت تُرحب بأي جرثومةٍ فكرية تتبول بين خلاياها دون رادع! الصحافة الرصينة الراقية المحترمة التي تستهدف التنوير تتداعى تحت وطأة خسائرها المالية وعجزها عن الصمود أمام الحروب القانونية الناجمة عن قضايا كيدية فتغلق أبوابها ليتسع الطريق أكثر أمام التفاهة والتتفيه وقلة الأدب ونُتاج انعدام التربية! أخبارٌ مُسيئة تنتشر انتشار النيران في الهشيم ضد مشاهير بهدف تدمير سمعتهم ومن ثم تمهيد الطريق للقضاء عليهم، وأخبار عجيبة أخرى ترفع من شأن أشخاص مغمورين لا يمتازون بمميزات تؤهلهم لانتشار اسمائهم هذا الانتشار الشاسع! ولا يستحقون أن تكون سلوكياتهم الموروثة من طبقاتٍ ذات اهتمامات بيولوجية أساسية مثالا يُحتذى به لا سيما بالنسبة للأجيال الشابة، فتلك من أخطر بدايات انحدار أي مُجتمع على وجه الأرض.