زينب على البحراني تكتب: عامٌ جديدٌ سعيد
كُلُّ عامٍ يأتي بأملٍ وليد يهبنا فرصة التفاؤل بانطواء صفحة الأحداث المؤسِفة في السنة السابقة واستبدالها بأيَّامٍ أكثر لُطفًا في تعامُلها مع مشاعرنا، وقيمة الأعوام الجديدة تتصاعد بعد أن صارت مُنعطفات الطرُق في حياة الشعوب أكثر حِدَّة، وغدا العالم أشبهُ بغرفاتٍ صغيرةٍ في منزلٍ واحد يسمع كُل مُقيمٍ في إحدى غُرفها ويرى ما يسمعه ويراه المقيمون في الغرفات الأخرى دون قيودٍ أو حواجز بفضل ثورة الاتصالات اللحظيَّة.
مهما كانت خيبات السنةِ المُنصرمة وتحدياتها الخاسِرة هُناك فُرصةٌ للتصحيح في العام الجديد والأعوام القادمة وإن كان التقدُّم تدريجيًا بطيئًا، خطواتٌ صغيرةٌ مُثابرة لا بُد وأن تصل بك إلى وُجهتك حقًا مادُمتَ صبورًا مهما كانت العثرات والكبواتُ والعراقيل، إن تداعَت قُدرتك على الشعور بالأمل ونفد وقودك من التفاؤل بسبب توالي الصَّدَمات رافق أشخاصًا مازالوا يملكونه وأحط نفسَك بهم لأن طاقات البشر هي الطريقة الأسرع لإنعاش طاقة الإنسان، وإن صادفتَ أدنى بادرة من المُحيطين بك لمد يد العون معنويًا اقبل على الفور لأنك كما تُساعد نفسك بقبول تلك الهديَّة المشاعِريَّة تُساعدهم أيضًا على وضع هذا القرض المعنوي الحَسَن في خزائن الكون ليعود عليهم بالخيرِ مُستقبلاً من أشخاصٍ آخرين.
أنتَ مخلوقٌ باسلٌ شُجاعٌ بطلٌ استطاع النجاة من مقصلة السنوات السابقة، نجوتَ من الكوارث والأمراض والأوبِئة والزلازل والسجون، أنتَ حُرٌ طليقٌ إلى درجةٍ تسمح لك بمُحاولة رسم خطوط مُستقبلك الذي تتمناهُ لأن القوَّة التي وصَلَت بك إلى هُنا تؤهلك للوصول إلى هناك حاملاً مشعل الفوز عن جدارة.
مهما كانت الظروف تبدو مُعقدة حول العالم ستسمع عن أشخاص داخل وخارج بلدك استطاعوا الانتصار على تلك الظروف وتحويلها إلى "فُرَص" لا تُقدَّر بثمن يقفزون بها إلى مكانٍ أعلى، الحياةُ موجاتٌ صاعدة وهابِطة ودوام الحال على نفس الحال من المُحال، استمرارية المُحاولة والبقاء على قيد الأمل هي الخَيَار الوحيد مادام مُقيدًا بسياج الحياة الدنيا ومُضطرًا للاستمرار في تلك اللعبة ذات القواعد المجهولة.
لا تسمح لهذا العام أن يكونَ نُسخةً مُكررة عن السنوات السابقة، بل ابذل جُهدك ليكونَ علامةً فارقةً تفخرُ بها روحك وتتراقص ذكريات قلبك ويقفز عقلك فرحًا لأنه حقق ما لم يُحققه من قبل، اعمل بصبرٍ وأملٍ ويقينٍ وثبات، واستمتع بتلقّي هدايا السماء السخيَّة التي تستحقها، ولا تنسَ الوقوف بمشاعرك في صف أولئك الذين استهدفَتهُم الأرزاء والنكبات وويلاتُ الحياة في هذه المرحَلَة لعلَّهم يتمكنون من تجاوز تِلكَ المِحن بأدنى قدرٍ من الآلامِ والمُضاعفات النفسيَّة.