خالد منتصر يكتب: السنيورز
د. خالد منتصر
يقاس تقدم البلاد بعدة مقاييس على رأسها الاهتمام بالطفل والعجوز أو كبير السن أو مايطلق عليهم في الخارج السنيورز ، وعندما يسافر المرء الى الخارج أول مايجذب انتباهه تبجيل كبار السن في الطوابير والمطارات والمحلات واشارات المرور والشوارع …الخ ، الاهتمام بتقديم الرعاية الصحية على أعلى مستوى ،الاهتمام بفرع طبي حديث وهو طب الشيخوخة الذي لانهتم به في بلادنا ولا نعتبره تخصصاً أصلاً ، تذاكر مجانية في المتاحف والمسارح والعروض الموسيقية ، تحس أن المجتمع كله في خدمة كبار السن ، السنيورز أولاً ، منتهى الدلع والتبجيل ،بيوت مسنين وكأنها فنادق سبع نجوم ، ثقافة احترام الكبير ورد الجميل له تسري في نخاع المجتمع ، قمة الانسانية،نحن نقول أننا شعوب شرقية هي مصدر المشاعر وأن الغرب مجتمع مادي ، ومانراه من اهتمام بكبار السن هناك واهمالهم هنا يثبت خطأ تلك المقولة ، أنظر فقط الى الأرصفة في بلادنا ، انها أرصفة تحتاج الى أبطال قفز بالزانة أو وثب عالي ، أنظر الى كبير السن وهو يحاول صعود الأتوبيس ويدفعه الشباب حتى يكاد يسقط على وجهه في الشارع ، أنظر الى كبار السن وهم يقفون في الطوابير في عز الحر ولا أحد يخلي لهم مكاناً ،عندما يذهب كبير السن الى البنك ليقبض معاشه أو يجري أي اجراء بنكي ،كيف يعامله الموظف ؟ بيوت المسنين عندنا وارتفاع أسعار الجيد القليل منها ،أما معظمها فهو عبارة عن مخارن وحجرات باردة من الدفء الانساني ومن الامكانيات ، لا يوجد اهتمام بأمراض مثل الزهايمر أو الشلل الرعاش أو الخرف وتعليم الأسر كيفية التعامل .
أي رفاهية أنت فيها هي من ثمار هؤلاء السنيورز ،ترمومتر تقدمك هو طفلك وجدك
كيف تتعامل معهما ؟