6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

رامز ارمانيوس يكتب: تجسد المسيح لكي يؤلهنا

ان كل ما عمله المسيح لم يكن الهدف منه تسجيل احداث تاريخية او التغني بهذه الاعمال على سبيل التأمل او حتى الدراسة. لكن كل ما عمله المسيح هو عبارة عن حب قدمه للبشرية. هذا الحب قدم للإنسان مجانا!! فكما ان البشرية كلها كانت في آدم وقد سقطت هذه البشرية بسقوط آدم، فهذه البشرية، نفسها، قد قامت بقيامة آدم الثاني الذي هو يسوع المسيح.  وان كنا سنتحدث عن أعمال المسيح التي قدمها للبشرية، فالسؤال الآن: لماذا تجسد المسيح؟ يجيب القديس اثناسيوس الرسولي في الفصل ٥٤ من كتاب تجسد الكلمة قائلا: "لأن كلمة الله صار إنساناً لكي يؤلهنا نحن، وأظهر نفسه في جسد لكي نحصل على معرفة الآب الغير المنظور". فالهدف الحقيقي لتجسد المسيح هو ان يتأله الإنسان أي ان يصير إلهاً، اَي ان يشترك في الحياة الإلهية. ان يسوع المسيح هو الابن الأزلي فهو ابن الله وكلمته وصورة جوهره، صار في الزمان إنساناً اَي دخل إلى الزمن واتخذ جسداً ليؤله الإنسان أي ليجسد في الإنسان حياته بمعنى ان يجسد في الانسان المحبة، والعطاء، والمسامحة، والمغفرة، على مدى الزمن والتاريخ. فبالتجسد اصبحت للإنسان امكانية ان تكون له حياة المسيح، كما قال معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبي: "لي الحياة هي المسيح والموت ربح" (فيلبي ١: ٢١). فيكون للإنسان حياة المسيح، حب المسيح، عطاء المسيح، غفران المسيح. تجسد المسيح وتحرك ناحية البشرية في ديناميكية مذهلة، مخضعا ذاته للزمن لكي ما يولد في ملء الزمان من اجل ان يخلص الإنسان ومن اجل ان يعطيه حياته. لقد أخلى ذاته من المجد متخذا طبيعة الإنسان لكي يخلص هذا الإنسان. وبخصوص طبيعة المسيح يشرح الاب اللاهوتي ايمانويل هاتزيداكيس قائلا: "إن كان جسد ونفس الإنسان كلاهما يشكلان مُرَكَّب من الخليقة المادية والخليقة الروحية، فالمسيح في ناسوته ولاهوته يجمع النطاق المخلوق والكيان غير المخلوق، فغاية الله كانت أن "يَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ" [اف ١: ١٠]. فبدوره الوسائطي، يسمح المسيح للإنسان، بواسطته وفيه، أن يصبح كاهنًا، ويقود الخليقة الساقطة، ويعيدها لتناغم الوحدة مع الله. فالخلاص لا يجب أن يُفْهَم بحيِّز ضَيق كخلاص من الخطية، بل يُفْهَم انطولوجيًا [وجوديًا/كيانيًا] كتحرر كل الخليقة من قيود الفساد. فبالسقوط، لم يسقط الإنسان فقط، بل الخليقة كلها معه "أُخْضِعَتِ لِلْبُطْلِ" [رو ٨: ٢١] " تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ" منتظرة الخلاص [رو ٨: ٢٢-٢٣]. فالخلاص ليس فقط تألهنا، بل عودة كل الخليقة للصورة الفردوسية عندما "يَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ" والحيوانات المتوحشة " لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ ... لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ" [اش ١١: ٦-٩] ... حيث "َالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْد" [رؤ ٢١: ٤] عندما يجعل الله "كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا" [رؤ ٢١: ٥]. الخطة الأصلية لخلق العالم قد استُعلِنَت وأُكْمِلَت واستُوفَت في تجسد الله اللوغوس: "الإنسان خُلِق، ليصير الله إنسانٍا، ومن خلال تجسده، يمكن للبشرية أن تتأله" اننا نعبد الها عجيبا، أحبنا وأثبت عمليا هذا الحب، لقد أتي الينا تاركا مجده، إخذا صوره عبد، شاعرا بكل مشاعر الانسانية، مضمدا لجروحها التي سببتها الخطية. بل ومعطيا البشرية مجد التآله برضا ومسرة إلهية ان تظهر حياته فينا. أتعجب ممن يتركون هذا الاله المحب ويبحثون عن آخر!!