عاطف حنا يكتب: لاهوت القلقاس والقصب!!
سوف أتوقف قليلاً في زحفي مع لوط والدوران حول دوائر تنتهي به وبنا إلى طريق ملئ بالدوران من دائرة مغلقة إلى أخرى، هذا الطريق يقودنا إلى مجهول يأتي بنا بولادة كل من موآب وعمون، نهاية تحمل الكثير والكثير من المتاعب لك في المستقبل عزيزي، كما جلبت الكثير من المتاعب لشعب الرب علي مدار التاريخ القديم لشعب الرب منذ دخوله أرض الموعد، حتى أن الرب وضع تشريع في القديم يقول "لاَ يَدْخُلْ عَمُّونِيٌّ وَلاَ مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الْجِيلِ الْعَاشِرِ لاَ يَدْخُلْ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ، (التثنية ٢٣: ٣)
هنا أتوقف قليلاً مرة أخرى، واتابع لاحقاً الدوران أو بالأحرى مسيرتنا في هذه الحياة بدون رؤية واضحة من الرب، فسبب توقفي هو في كل مناسبة أو احتفال داخل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية نجد أصوات غريبة شاذة سواء على الميديا أو من خلال ما يطلق عليها تأملات روحية وهي لا تمت للروحية بصلة، ففي عيد النيروز بدلا من أن نشبع روحياً بشهادة آباء الكنيسة ونتمثل بقوة الإيمان ونتذكر صلوات القداس الالهي، بموتك يا رب نبشر، وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السموات، نعترف، نجد أصوات تقرن هذا و تلك بتأملات عن البلح ولونه.. والجوافة وما شابه ذلك!!
وايضا يأتي العيد السيدي العظيم عيد ما يطلق عليه الثيوفانيا أي الظهور الإلهي، العيد الذي تجلت فيه كل معاني الحب الإلهي للبشرية فصوت الآب يقول هذا هو ابني الحبيب...."، وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ». (لوقا ٣: ٢٢)"
والابن يسوع في نهر الأردن يستقيل الروح القدس ليعود الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة ليسكن داخل الهيكل الإنساني ﴿المتمثل في الابن يسوع ... ابن الإنسان﴾ بعد أن تغرب الإنسان، بسقوط آدم عن النعمة.
فبديل أن نتكلم عن شراكتنا كبشرية أو شركتي كإنسان التي استردها الابن يسوع بتجسده وبقبوله الروح القدس لحسابنا نحن أو نتكلم عن الاتحاد الكياني بيننا وبين الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، نجد أصوات شاذة تتكلم عن القلقاس لأنه يحتوي على مادة هلامية سامة مضرة إلا أنها في حال اختلاطها بالماء تتحول إلى مادة نافعة ومغذية والأغرب من ذلك ربط هذا الهراء والسخف الروحي مع الاعتذار للفظ الروحي!! بفعل معمودية الرب يسوع في نهر الأردن، للدرجة أنهم يدعون أن هذا "الهبد المقدس" يتشابه مع فعل المعمودية في المفهوم المسيحي الأرثوذكسي، على أي مسيحية أنتم تتكلمون وعلى اي ارثوذكسية أنتم تدعون!!!
ازيدك من الشعر ابيات عن التأملات في القصب و اليوسفي والبرتقال... الخ .
عزيزي القارئ!! مهما كنت بسيط في إيمانك او حتي بعيد عن الكتاب المقدس ارجوك لا تعطي اذنك لمثل هذا الهيد و هذا التعليم الشعبوي الذي لا اساس له كتابياً ولا يمت للحدث العظيم الذي حدث في عيد الابيفاتيا (الظهور الإلهي). ارجوك لا تصدق كل روح بدعوة بساطة الإيمان.. فالشخص الذي هو بسيط في الإيمان ليس بجاهل، فبساطة الإيمان هي ادراكك لعمل المسيح الكامل الذي تم بالتدبير الإلهي بروح ازلي وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ. (٢ تيموثاوس ١: ١٠)
نحن في زمن تزداد فيه التحديات على كل العالم وبالأخص على اولاد الله فلا تكون واحد من القطيع الذي يقول ما لا يعي بل اطلب من الرب، فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. افْهَمْ مَا أَقُولُ (٢ تيموثاوس ٢: ٧)
فالكتاب المقدس واضح جداً فالجهل حماقة. إذ يقول الحكيم «لِسَانُ الْحُكَمَاءِ يُحَسِّنُ الْمَعْرِفَةَ، وَفَمُ الْجُهَّالِ يُنْبِعُ حَمَاقَةً. (الأمثال ١٥: ٢):
"إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ، وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟ (الأمثال ١: ٢٢)
أفيقوا من سباتكم.... يرحمكم الله