أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

خالد منتصر يكتب: بكائية سلامة موسى والثورة

عاش سلامة مؤمناً بالتغيير والتمرد على البديهي والمألوف، كانت آراؤه الصادمة كذبابة سقراط المزعجة ومطرقة نيتشه الموقظة، سببت للسلطة سواء سياسية أو دينية من عشاق المستقر صداعاً ووجع دماغ، كلامه عن داروين وفرويد والاشتراكية وبرنارد شو …الخ صدمت الرجعيين، لذلك كان ينتظر الثورة بفارغ الصبر، الثورة التي عندما قامت وزع الشربات على جميع أهل الحي الذي يسكنه، كان فرحاناً بجد وكأن هؤلاء الضباط هم أبناؤه الحقيقيون الذين جسدوا حلمه القديم في طرد الملك وتحقيق العدالة الاجتماعية. وبقدر الحب كانت الصدمة واللطمة التي تلقاها منهم، فقد أهملوه ولم يبالوا به ككيان وكمفكر من الممكن أن يكون صوت حلمهم الخاص، ومنعوه من الحديث في الإذاعة، وحتى لم يمنحوه معاشاً بعد موته وظلت زوجته تعيش على الأربعة جنيهات التي قررتها نقابة الصحفيين لأسرته إلى أن أنقذتها وزارة الثقافة بمعاش قدره ثلاثون جنيهاً حتى توفيت عام 1969. وكانت الكارثة حين توسم سلامة موسى خيراً في علي صبري الذى يمت خاله بصلة قرابة له وقد كانا من قرية واحدة، اعتقد سلامة موسى بسذاجة المثقف الذى لا يعرف "اللوع " أن على صبري سينقذه من مضايقات الرقيب الذى منع إعادة طبع كتابه "تربية سلامة موسى"، ورفض على صبري مقابلته فخرج وهو يضرب كفاً بكف قائلاً "الولد ده مش عايز يقابلنى" ،كان مازال معتقداً أن الثقافة لها وزن في هذا العصر، وبعدها مباشرة ومن فرط الصدمة وفى الرابع من أغسطس أصيب بجلطة في شرايين الأمعاء ثم في القلب ومات راحلاً عن دنيانا ولم يتحقق طلبه الأخير بنثر رماد جثته في الفضاء. مات وهو يقول عن نفسه "صرت عضواً مقلقاً للمجتمع المصري مثل ذبابة سقراط، أنبه الغافلين، وأثير الراكدين، وأقيم الراكعين الخاضعين"، فهل عشت سدى يا قديس الحقيقة؟! وهل انتبه الغافلون..وقام الراكعون الخاضعون؟!، إنه سؤال يستحسن أن نصمت أمامه. وهذه هي بعض عبارات سلامه موسى قديس الحقيقة أقرأوها وامنحوني الإجابة هل قائل تلك الكلمات يستحق من ثورة ٥٢ هذا الإهمال والجحود والمعاملة الجافة، قال سلامه موسى: "تأميم قناة السويس هو أول ما يجب أن يوضع في رأس القائمة لزيادة إيرادات الدولة، لأننا نستطيع أن نحصل بهذا التأميم على 25 مليون جنيه كل عام، وليس في العالم قوة تستطيع أن تمنعنا عن هذا التأميم". ملحوظة: برغم أنه أول من دعا إلى تأميم القناة حذف الرقيب كل ما يخصه عند إعادة طبع الكتاب الذي يضم هذه الفقرات خشية أن يفسر ذلك بأنه قد شارك أو سبق عبد الناصر في فكرة التأميم! "أقسم بربى ووطني وشرفي ألا أستعمل شيئاً أجنبياً إلا بعد الثقة التامة من عدم وجود الشيء المصري الذي يغنى عن الأجنبي"...كانت هذه هي صيغة القسم الذي يقسمه عضو جمعية "المصري للمصري" التي أنشأها سلامة موسى عند انضمامه إليها. "لقد مضى على المرأة المصرية أكثر من ألف عام وهي محبوسة في المنازل لا تسعى لمعاش ولا تسير في الشارع إلا محروسة كما يسير القاصر، ومن البلاهة البالغة أن نظن أن هذه الحياة لم تؤثر في ذهنها وجسمها وأعصابها، فإن الحيوانات التي تعيش في المغاور تفقد قوة النظر للاستغناء عنه والإنسان الذي يمضي عليه ألف عام لا يفكر إلا في تنظيف البيت وطبخ الطعام وتهيئة الفراش لابد أن كفاياته تنقص، لأن العضو الذي لا يستعمل ينقرض " "نحن الذين اخترعنا الكتابة والقراءة للعالم، يجب ألا نترك فلاحنا يجهلها بعد ستة ألاف سنة من اختراعها، ونحن الذين أكثرنا الطعام بالزراعة، يجب ألا نجوع الفلاح أو العامل المصري في عصر قد شبع فيه جميع الناس بعد ثمانية ألاف سنة من اختراعها، ونحن الذين بنينا أول منزل سكنه إنسان ،يجب أن نبنى المنازل للمصريين الذين يعيشون في مبان ٍ لا يرضى الأوروبي أن يدفن فيها موتاه " "لغتنا للأسف لاتزال بدوية تلتزم الخيام، وتقنع بالعيش في الوبر، وتحلم بالغيبيات في حين تعيش اللغات العصرية عيشة الترف والبذخ بالعلوم والفلسفات الجريئة "