خالد منتصر يكتب: الزلازل عقاب العاصي والمذنب !!
د. خالد منتصر
انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أحاديث ونصوص دينية وتفسيرات وآراء فقهية ملخصها أن الزلزال يحدث نتيجة لكثرة الذنوب والمعاصي، وأن الله يرسل هذا الزلزال أحياناً للتنبيه والتخويف وكعبرة للناس!!، حوالي ٧٠٠٠ قتيل غير الجرحى والمشردين والبيوت التي تحولت لأنقاض.. الخ، أكان لابد من كل هؤلاء الضحايا لكي يكونوا عبرة ودرساً وتخويفاً وعقاباً؟! ألم يكن هناك حل آخر أقل ألماً ودماً وأشلاء ونزفاً لمحاسبة العاصين.. إذا كانوا عاصين فعلاً؟! وما ذنب الأطفال الصغار؟؟ هل الرضيع فعل كل تلك الذنوب التي يستحق من أجلها أن تهشم جمجمته أو تقطع أطرافه أو تدهس عظامه ثمناً لهذا الدرس الرباني المزعوم؟! عندما شمت د. زغلول النجار في ضحايا تسونامي وقال انهم فعلوا معصية على الشواطئ وارتدوا البكيني، كتبت له: ألم يكن من بين الضحايا فرد يصلي وقتها وأخذته العاصفة يا دكتور زغلول؟؟
الطبيعة يا سادة لا تجامل طبقاً لدين أو عرق أو طبقة أو جنسية، ولا تبالي بأغلبية دينية أو فرقة ناجية أو بكاء طفل أو توسل ثكلى، الزلزال أو الفيضان أو البركان لا يهتم بمسجد في تركيا ولا يحافظ على كنيسة في أفريقيا أو معبداً في فيتنام.
لذلك أتحفظ كثيراً عندما يحكون قصصاً عن أن حريقاً شب في بيت وترك كتاباً مقدساً، أو زلزالاً هدم المدينة كلها إلا الجامع …الخ
وأعدها من قبيل الخيال النرجسي الجامح أو الهلاوس البصرية المخففة للعبث
الطبيعة ذات أنياب ومخالب
الطبيعة بلا قلب
الطبيعة لا تميز بين مسلم وملحد
تطلق أذرعها ونيرانها التي لا ترحم على كعبة أو ملهى بدون تفرقة
تقتل الحجاج أثناء التدافع بنفس اللامبالاة التي تدهس بها السكارى على الجسر في حفل راقص
فلا داعي لأي مخدر أو مبرر مثل أن هذا ابتلاء وذاك عقاب
إنها ثورة الطبيعة طبقاً لقوانين الطبيعة وعلوم الجيولوجيا والفيزياء والفلك التي تحاول أن تفسر أو تتقي أو تمنع مستقبلاً
ألم يسأل أحد من الشامتين: لماذا تحدث الزلازل في نطاقات معينة تركيا وما حولها، شيلي والإكوادور وما حولها، إندونيسيا واليابان.. الخ
هل تلك الأحزمة الزلزالية هي التي يوجد بها العصاة فقط؟؟
هذه الطريقة في التفكير والتفسير هي إهانة للرب ولمفهوم الإيمان والدين، وتجعل الناس تلحد وتكفر بكل شيء اذا تبنيت وفرضت رؤيتك في أن الله ينتقم من هؤلاء الغلابة بالزلزال والتدمير !!
أفيقوا يرحمكم الله