أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

زينب علي البحراني تكتب: الزواج بين الأمس واليوم

من الطريفِ أن يندهش الناس من ارتفاع مُعدلات الطلاق في عالمنا العربي، والأكثر إدهاشًا وطرافة تلك المُحاولات الساذجة لإجبار رجل وامرأة على البقاء معًا في حياةٍ تعيسة إن لم تنتهِ بانتحار أحدهما فمن المُرجح أن تكون نهايتها دمار عافيتهما أو عافية أحدهما النفسية والجسدية، إذ ما جدوى معيشتهما القسرية في هذا السجن المُكبَّل بواجباتٍ شرعية وقانونيَّة بينما لا يطيق أحدهما الآخر، ويعجز عن الوصول إلى لُغة مُشتركة معه، بل ولا يتحمل سماع صوته أو رؤيته في بعض العلاقات؟! لقد تغيرت وتطورت جوانب كثيرة في حياة الإنسان اليوم – شكلاً ومضمونًا- مُقارنةً بما كانت عليه في الماضي، وتطورت معها شخصيات البشر وأنماط حياتهم المُجتمعيَّة وزوايا نظرهم للأمور التي منها مفهوم الزواج، فبعد أن كان مؤسسةً بسيطة قائمة على طلب أي "بنت حلال" من بيت أهلها ليكون دورها الاهتمام بشؤون المنزل الذي يغيب عنه الزوج فترات طويلة في العمل لإعالة المنزل، ثم ينشغل كلاهما برعاية الأطفال ومُتطلبات الحياة الاجتماعية وصولاً إلى نُكران الذات وربما نسيانها تمامًا. أصبحت الأجيال الشابة اليوم أكثر وضوحًا في توقعاتها من المؤسسة الزواجية، لا سيما مع ارتفاع مُعدلات تعليم المرأة وانضمامها لسوق العمل واستطاعتها الإنفاق على احتياجاتها المعيشية بصورة كاملة، فلم تعُد العلاقة القائمة على "الأمر والطاعة" مُجدية لا سيما إن كانت تلك المرأة ذات تعليم رفيع ومهنةٍ جيِّدة، بل أصبح التفاهُم والانسجام وتقارب المستوى الفكري والمشاعري والاهتمامات العاطفية شروطًا ضرورية لإبقاء الزواج على قيد الحياة، ولا بد من وجود قدرٍ كافٍ من الموَدَّة التي تُغذي رغبة الطرفين في تحمل الأوقات الصعبة معًا. بعض التطورات المُجتمعيَّة يجب أخذها مأخذ "الأمر الواقع" لأن الرجوع إلى الوراء فيما يتعلَّق بها صار أمرًا مُستحيلاً، ومنها أن امرأة اليوم لم يعُد يُناسبها دور "الخادمة المُطيعة" مقابل سقفٍ يؤويها ووسادة تنام عليها ولقمةٍ تأكلها، بل تتوقع أن تكون شريكةً يُعتد برأيها في القرارات التي تخص الأسرة، وأن تنال ما تستحقه من لُطفٍ ورعايةٍ واهتمام وحُسنَ مَعشَر، وتُتاح لها الفرصة لتحقيق طموحاتها وتطلُّعاتها المِهنيَّة في عصرٍ صار فيه قول رجلٍ من الطبقة المتوسطة أنه "يُريد من المرأة التي يتزوجها أن لا تعمل". كلامًا طريفًا لأن هذا الرجل يعجز عن تلبية كافة احتياجاتها المادية التي صارت تتجاوز أكل الخبز اليابس وارتشاف جُرعة ماء والاكتفاء بكسوة للصيف وأخرى للشتاء مع ارتفاع مُعدلات التضخم الاقتصادي حول العالم، فضلاً عن كون الاكتفاء بخدمته لم يعُد يُشبع احتياجاتها النفسية، النفسية التي لا يشبعها إلا تحقيق الأهداف عبر خوض غِمار العمل أو الانغماس في هواياتٍ تحظى باستحسان الناس وتتلقى تفاعُلهم. جانب كبير من الفشل الذي تُعانيه مؤسسة الزواج اليوم هو محاولة بنائها في ظل ظروف العصر الحاضِر لكن بعقليَّة عصرٍ مضى، بينما الحل في النظر إليها بمنظار هذا العصر لتتمكن من الصمود والاستمرار.