إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

عاطف حنا يكتب: اكليروس .. ام .. علماني!!(4)

انه من المحزن والمؤسف إنك عندما تتردد على الكنائس بصورة منتظمة وتسمع نفس اللغة ونفس التعبيرات ونفس صياغة الجمل لدرجه إنك لو عملت إحصائية لتلك الكلمات التي تقال على المنابر في كل عظه ستجد أن كلمه الخطيئة هي الكلمة السائدة بل أن العظة تحتوي أكثر من 60% من الكلمات على هذه الكلمة الخطيئة. وبما إنني أعيش في بلد أجنبي فان طبع في ذهني وفي ذهن كل المستمعين أو المصلين بالأحرى إن كلمه الخطيئة وترجمتها بالإنجليزية سن""SIN"" هي الكلمة السائدة التي نخرج منها كل يوم سواء في عظة يوم الأحد أو في أي اجتماع روحي أخر فأصبح من السائد مع كل الأسف إن كلمه الخطيئة ومرادفاتها توضع في كل جملة مفيدة لكي تؤدي بالغرض إلا وهو!! إنك مُدان وواقع تحت الدينونة بل تحتاج إلى عقاب رادع لكي تتوب وما هي التوبة في تعريف من يعطي مساحة أكبر للخطيئة؟! إلا وهي الامتناع عن الخطيئة وهذا تعريف قاصر جدا وسلبي في تعريف التوبة، فالتوبة ليست الكف عن الخطية ولكن التوبة هي التواجد والتمتع بالنور الإلهي الذي يسطع على كل ثياب ليست بيضاء "لِتَكُنْ ثِيَابُكَ فِي كُلِّ حِينٍ بَيْضَاءَ، وَلاَ يُعْوِزْ رَأْسَكَ الدُّهْنُ" (الجامعة ٩: ٨) فبهذا نشأ جيل كامل لا يعي من الحياة المسيحية إلا الخطيئة والتوبة في تعريفاتها المغلوطة!!  فكيف نصلح ما أفسده الدهر؟!!  إنها تبدو معضلة بل معضلة صعبة جدا؛ ولكن مع فتح كلام الكتاب المقدس الذي يعقل غير العقلاء نستطيع أن نعرف فكر الرب من ناحية الخطيئة والتوبة "فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ، يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ". (المزامير ١١٩: ١٣٠)  محور كل العظات التي تدور حول الخطيئة والتوبة هي عبارة عن إنك في احتياج إلى شخص وسيط بينك وبين الرب يسوع لكي يغفر خطيئتك وهذا الفكر يروج له بعمق في كل العبادات واجتماعات داخل الكنائس ومن على المنابر!!  لذا ساترك الإجابة لكل قارئ يجيب عنها داخله بينه وبين نفسه ولكن ما أود أن أشير إليه هنا هو فكر الكتاب المقدس وفكر يسوع من ناحية كل شخص ليس عند الله محاباة فالله يرى الكل عريان ومكشوف قدامه، فلا زي معين ولا وظيفة ولا رتبة كهنوتية ولا اكليروس ولا علماني.. إلى آخر هذه القياسات البشرية. فيقيس الله قامتنا الروحية، فالله له قياسه، ومقياس الله هو شخص يسوع المسيح فكثيرون في رسالة كورنثوس قاسوا أنفسهم على أنفسهم أو قاسوا أنفسهم على أخرين ولكن اسمع ما يقوله العظيم في الرسل بولس لهؤلاء ولنا ولكل واعظ وخادم "لأَنَّنَا لاَ نَجْتَرِئُ أَنْ نَعُدَّ أَنْفُسَنَا بَيْنَ قَوْمٍ مِنَ الَّذِينَ يَمْدَحُونَ أَنْفُسَهُمْ، وَلاَ أَنْ نُقَابِلَ أَنْفُسَنَا بِهِمْ. بَلْ هُمْ إِذْ يَقِيسُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَيُقَابِلُونَ أَنْفُسَهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، لاَ يَفْهَمُونَ". (٢ كورنثوس ١٠: ١٢)  يقول القديس يوحنا ذهبي الفم للجميع "إنك تستطيع أن تسمو بإرادتك وترتفع إن شئت حتى إلى السماء عينها، فهي مفتوحة لك، لان عقولنا أخف واعلى من أي طائر، وما أسرعنا عندما ننال أجنحة الروح القدس وبهذه الأجنحة نستطيع أن نطير فوق بحر هذه الحياة العاصف...فلا شيء يعوقنا حتى سهام إبليس الملتهبة".  كما يقول القديس امبروسيوس في تعليقه على الآية «قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلشُّعُوبِ». (إرميا ١: ٥)، يقول "فالتقديس لا يأتي من تقليد ولكن من عمل الروح القدس لذلك اسهر على مواهب الله وحافظ عليها، وان لم يعلمك أحد إياها من الناس ولكن بالتأكيد فان الله هو الذي منحك وألهمك إياها" ... متى نفيق من غفلتنا!!