أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

روز غطاس تكتب: باطل الكل باطل

كثيرا ما استخدم الجامعة – وهو سليمان بن داود الملك الحكيم الذي طلب الحكمة بدلا عن الغني والجاه والسلطان والمال. فاستجاب الرب الاله لسؤل قلبه وطلبته- في سفر الجامعة تعبير "باطل الكل باطل"؛ وهو يتسأل عن كل شيء يصنعه الانسان وكل تعبه تحت الشمس مقرا ومعترفا بان قوانين الكون من شروق وغروب وحركة الرياح وجريان الانهار وملو البحار وسقوط الجبال هي ثوابت لا تتغير كذلك عين الانسان التي لا تشبع من النظر واذن الانسان التي لا تمتلئ من السمع لأنه لا جديد تحت الشمس.

فالإنسانية تسعى لتضع وتصنع اي شيء جديد زعما بانه جديد لكن الحقيقة انها تعيد نفسها. فمثلا على سبيل المثال موضة بنطلون السبعينات ذو نهاية الجرس والسوالف العريضة تختفي لفترة ثم تعود مرة أخرى، حتى ان حركة الهيبيز الذين يطيلون شعورهم ولا يستحمون ما هي إلا استعادة لصورة ما يطلق عليه علماء الأنثروبولوجي "انسان ما قبل التاريخ او الانسان البوهيمي او الفطري الطبيعي". 

ويقر سليمان الجامعة قائلا: انه في كثرة الحكمة كثرة الغم والذي يزيد علما يزيد حزنا (جامعة 1: 18) فالكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس، حتى انه هو نفسه لم يمنع اي شيء اشتهته نفسه عن نفسه لكنه لم يجد الشبع بل اعترف قائلا: "باطل الكل باطل". ففي كل شيء عمله بالرغم من بناء البيوت وغرس الكروم والاشجار والجنات والفراديس وغيره إلا انه وصفه بتعب باطل حتى رأى أن للحكمة منفعة أكثر من الجهل حيث ان الحكيم عيناه في رأسه اما الجاهل فيسلك في الظلام.

حتى الإنسان اللامع والمشهور يستمر البشر متذكرين اياه لفترة ثم يندثر تحت غبار النسيان والتجاهل وهذا ايضا باطل، الاكل والشرب باطل وقبض الريح فلكل شيء تحت السموات وقت. ان للبناء وقت وللهدم وقت، للبكاء وقت وللضحك وقت، للنوح وقت وللرقص وقت، لتفريق الحجارة وقت ولتجميع الحجارة وقت، للمكسب وقت وللخسارة وقت، للانفصال وقت وللمعانقة وقت. للسكوت وقت وللكلام وقت، للحرب وقت وللصلح وقت، للحب وقت وللبغضة وقت؛ فأي منفعة لمن يتعب مما يتعب به؟

لكن الرب الاله جعل الابدية في قلب البشر التي بدونها لا يدرك الانسان العمل الذي يعمله الرب الإله من البداية للنهاية. فالإنسان الذي يأكل ويشرب ويرى خيرا من كل تعبه فهذه عطية الرب له، حيث ان رأس الحكمة هي مخافة الرب. لذلك يحذرنا سليمان من التكلم امام الرب في بيت الرب ويجب ألا يكون كلاما باطلا لان كل كلمة بطالة سنعطي عنها حسابا ولا يمكن ان نقول امام الملاك انه سهو لان الرب يسجل كلامك الذي تقوله أولا بأول.

وهذا أيضا ما يحذرنا به بولس الرسول في رسالة كولوسي 2: 8، 18 قائلا: انظروا ان لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل، حسب تقليد الناس، حسب اركان العالم، وليس حسب المسيح. لا يخسركم أحد الجعالة، راغبا في التواضع وعبادة الملائكة، متداخلا في ما لم ينظره، منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي؛ لذلك عزيزي إذا شعرت ان تعبك باطلا اطلب الحكمة من إله الحكمة الذي يوزن الامور ويساعدك ان تكون مثمرا فلا تزرع باطلا ولا يفسد عمل يديك. لان الحكمة صالحة مثل الميراث، وفضل المعرفة هو ان الحكمة تحي اصحابها لذلك اذكر خالقك في ايام شبابك (جامعة 7 : 11 ، 12 ). ختام الأمر كله: اتق الرب واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله ، لان الرب يحضر كل عمل إلى الدينونة على كل خفي ان كان خيرا او شرا.