جورج موسى يكتب: دق جرس الهاتف وقالوا رحلت
دق جرس الهاتف وقالوا رحلت
عفواً لم أسمع ما قلت !
عفواً لم أسمع
هل أذني هرمَت
أو ربما رفضت
أو ربما تعطلت لبرهة
عفواً لقد قلت شيئاً للتو عن الرحيل
هل قلت شيئاً من هذا القبيل؟!
رحيل من؟!
رحيلها أمي؟!
لا لا .. لن أدعك تكمل
أمي لم ترحل!
هي لن ترحل أبداً
كنا نتحدث بالأمس واتفقنا أنها لن ترحل
عفواً لم أسمع جيداً
وربما لم أفهم جيداً
ولكن أمي لم ترحل
أصمت لا تكمل
يا هذا الأمهات لا يرحلون
الأمهات مخلدون
من ذا الذي يتحمل رحيل الأم
رحيل الأم يا هذا آتون
أغلقت الهاتف ودارت في رأسي الأفكار
قلبي يشتعل بالنار
ثم نظرتها في الركن تبكي
قلت لها يقولون أنكِ رحلتي
لا أنتي هنا
أنتي هنا لم ترحلي
هذا معطفك الوردي مثل لون أبتسامتك
وهذه أذنك
وهذه عينيكي
وهذه دموعك
أنظري
أنتي تبكي والموتي لا يبكون
أنتي هنا
أنتي لم ترحلي
تلك مكالمة سخيفة من شخص يريد المزاح
تلك مكالمة سخيفة من سفاح
نعم سفاح لا يعلم أمي عندي من تكون
أنظري أنتي تبكي والموتي لا يبكون
ها أنا أراك في الركن فلا داعي للظنون
أنا أنظر الدموع تتدحرك من عينيكي
والموتي يا أمي لا يبكون !
ولكنها رحلت
رحلت وظلت دمعة في عينيها نزلت بها القبر
تنتظرني أمسحها يوماً حين ينتهي بي العمر!
حتي نلتقي !