أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

زينب علي البحراني تكتب: كيفَ يتلاعبون بعقول البشر؟

في خضم سيول البرامج الإعلامية التي تستهدف تتفيه عقل الإنسان والهبوط بمستواه إلى درجةٍ يغدو معها أضعف من أن يملك زمام القدرة على اتخاذ قراراته والوعي بما يدور حوله من حقائق تمس حياته وحقوقه وحُريَّاته؛ يُطلُّ علينا برنامج "رحلة في المعرفة" للإعلامي المُثقف "خالد الرشد" بقضايا عميقة تمتاز بقدرٍ هائل من الاحترام لعقل المُشاهد، ومن بين أبرز تلك القضايا التي ناقشها البرنامج عبر إحدى حلقاته الوسائل التي تستغل بها بعض الجهات "علم الدماغ" للتحكم والتلاعُب بالإنسان، ومن ثم دفعه لاختيار ما يرغبون هُم به ظنًا منه أن هذا خياره الشخصي باستخدام ما يُطلق عليه في علم التسويق "تأثير مصَّاص الدماء". أشار المتخصص بعلم الفسيولوجيا العصبية في جامعة موسكو الحكومية البروفيسور الروسي "فياتشيسلاف دوبينين" أن "السياسيين – وليس المُسوقين- هم أوَّل من بدأ استخدام العلوم العصبية لتحقيق أهدافهم، أوَّل الأعمال الجدِيَّة في هذا المجال ارتبطت بالإعلانات السياسيَّة، خاصة بحملة الرئيس باراك أوباما الانتخابية الأولى، آنذاك توصل الخبراء للاستنتاج التالي: قبل أن يُبث شريط الفيديو الدعائي اثناء الحملة الانتخابية؛ حتى لو كان هذا الشريط من تصوير أبرع المُخرجين، وبمُشاركة أفضل المُمثلين، قبل ذلك لا بد من عرضِهِ تجريبيًا أمام مجموعةٍ محدودةٍ من المُشاهِدين - مائة أو مائتي شخص- ويجب تسجيل وتحليل مؤثرات فسيولوجية عند المُشاهدين اثناء عرضه كحركة العينين ونبضات القلب وتفاعلات الجلد ومُخطط كهربيَّة الدماغ، بناءًا على هذه المؤشرات الفسيولوجيَّة؛ يُمكن تقدير مستوى تجلِّي الانفعالات ودرجة التذكُّر أو توزُّع الانتباه.. يُمكن في هذا الوضع أن يُسجَّل بشكلٍ جيِّد جدًا ظهور تأثير "مصَّاص الدِّماء" تحديدًا". أي أن ما تستهلكه حواس البشر عن طريق مختلف وسائط الإعلام التقليدي ووسائط التواصُل الاجتماعي مما تنشره جهات ذات توجهات تستهدف الترويج لفكرة أو سِلعة مادية أو معنوية يستغل ما يُعرف بـ "علم التسويق العصبي" للتلاعُب بعقول عامَّة البشر والسيطرة على خياراتهم السياسية والمعيشية والإنفاقية والصحيَّة بل وحتى العاطفيَّة، وانعدام وعي الأفراد بتلك الحقيقة يحولهم إلى ما يُشبه القُطعان المُنساقة نحو ما قد يضرهم ظنًا منهم أنهُ ينفعهم! في عصر تنوُّع المِنصَّات التي يُمكن لأي شخصٍ أطلاق الرسائل الموجَّهةُ من خِلالها إلى أعداد ضخمة من البشر دون قيود أو ضوابِط أو رقابة؛ أمسى الوعي الفردي والمسؤولية الفردية للمُتلقّين ضرورة حتميَّة إن كانوا ممن لا يقبلون احتلال عقولهم والعبث بها والتحكم بخياراتها وقراراتها، وستغدو تلك المسؤوليَّة أكثر أهميَّة مع اتساع رقعة الحُريات غير المحدودة في مُحيطات العالم الافتراضي المؤثر على العالم الواقعي لا سيما في المُجتمعات الأكثر إحباطًا وربما انغلاقًا على ذاتها، وهذا الوعي لا يكون قويًا صامدًا إلا إن تمَّت تغذيته بالثقافة والمعرفة التي تُعزز من قُدرته على التمييز والانتقاء بعيدًا عن تأثير "مصاص الدماء".