The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

ماجي ماجد الراهب تكتب: رواية ”الأم” للعملاق الروسي مكسيم غوركي فكرة تنبض بقلب الواقعية!

" لن تتمكنوا من إغراق الحقيقة في بحار الرماد ، انتم مجانين ، بذلك لن تجلبوا سوى النقمة عليكم" بهذه الكلمات المفعمه بالقوه ختم مكسيم غوركى رائعته روايه " الأم" على لسان الشخصيه التى حملت عنوان الروايه فلقد انتهيت من قرأتها بالأمس بعد رحله طويله أردت حقاً أن لاتنتهى داخل واقعيه وعبقريه عمود من أعمدة الأدب الروسى ولسان حال الكفاح الثورى الإشتراكى ... مكسيم غوركى. لقد قام غوركى بكتابه هذه الروايه عام 1906فى أعقاب ثوره اكتوبر1905 والتى كانت هزيمتها هى الإرهاص الأعظم للثوره البلشفيه الكبرى بقياده لينين عام1917 وإستطاع غوركى بتألق لامثيل له رصد حاله النمو المتصاعد للوعى السياسى لدى الشعب الروسى والتى اشعلتها ثوره اكتوبر ضد الطغيان الديكتاتورى للنظام الحاكم وآلياته القمعيه التى إعتادت على أن تغرق الحقائق وذلك بإلهاء الشعب وتحويله إلى كيانات ممسوخه غارقه بمشاكلها والذى إذا عبر يومها ما عليها سوى أن تفكر بتدبر قوت اليوم التالى . فحالة العبوديه هذه التى بثتها الديكتاوريه الحاكمه فى حياه هذا الشعب ما لبثت إلا وأنقلبت عليها بوابل من التنوير الإنسانى الفكرى المتعطش لتزوق كل معانى الحريه،الكرامه ،العداله الإنسانيه من الريف الذى أنَّ من " افتراس الجوع للنفوس حتى صنع مخلوقات ليس لها وجهه إنسان" على حد قول إحدى الشخصيات الريفيه المستنيره بالروايه والتى ظلّت جاهده بإيمانها الغريزى تنقب عن الحقيقه الإنسانيه محاوله ان تعمم هذا الشغف وتنلقه إلى أقرانها الآخرين بحماسه وجلد إلى المدينه تحت عنوان "عاش الشعب الكادح" بهذه الصيحه خرجت زأره البروليترايا من عرينها فى مشهد عرضه غوركى بأقل ما يوصف به أنه عرض ملحمى لكسر حصار ليل الخوف الحالك فلقد اعلنها البرولتاريون صريحه انه ميلاد التحرر الفكرى، الثقافى ،المصيرى من رحم الوعى الإنسانى التواق للوجود . أما عن ( الأم ) فهى الشخصيه الجوهريه التى جسد من خلالها غوركى" الحقيقه" التى استيقظت من سُبتها العميق لتخرج وتعلن للعالم كله انها قادره على الكفاح والبقاء ضد كل تكبيل فُرض عليها من قبل واقعها الذى أراد أن يثنيها عن الوجود ! فأنطلقت من أجل إثبات كيانها والتأكيد على عداله قضيتها. فالأم هى الصحوه التى توحد الإنسانيه كلها بشخصاً واحد من أجل تحقيق إنتصار الحقيقه . لقد إستطاع غوركى أن يسرد من خلال تلك الروايه مرحله فارقه فى تاريخ الشعب الروسى. مرحله الإنتقال من الخضوع الأعمى للأيدولوجيا التى فرضتها الملكيه لخدمه مصالحها إلى التحرر من تلك الإيدولوجيه من خلال إصرار الشعب على إستعاده وعيه مره أخرى . " لقد إستخدموا حتي الله ليخدعونا! " فقد جاءت هذه العباره على لسان إحدى الشخصيات والتى اراد ان يوضح غوركى من خلالها مدى توغل هذه الأيدولوجيا داخل أروقه الكنائس ومحاوله تكريس مبدأ ان طاعه اوامر الحاكم وعدم الخروج عليه هى من طاعه الله ذاته وأن من يخالف هذا المبدأ فهو أثم لا محال . لكن سرعان ما يدرك الشعب ماهية السلطه الحقيقه وان الصوره التى يتربعون بها من الغنى الفاحش والتنعم على حساب دماء الفقراء ليست هى الصوره الحقيقيه عن المسيح المتواضع المحب والمقرب إليهم فكلما كان الشعب يقترب من الحقيقه كلما كان يرى المسيح أكثر وضوحاً . وعلى الرغم من ان هناك بعض المواضع بالروايه تظهر بها الشخصيات رافضه لوجود الله تماماً إلا إننى ارى أن اظهار صوره الإيمان الحقيقيه كانت حاضره وبقوه ! ومن الجدير بالذكر ان غوركى لم يفرد سوى مساحه ضئيله جدا لدور المثقفين بالروايه وذلك لإظهار العمق الحقيقى لتطور وعى الإنسان البسيط بأهميه وجوده فهو ليس اجير لا قيمه له لدى إقطاعياً فى أرضه ولا هو ترس يدور بلا توقف لدى رأسمالى يزداد ثراء على سحق عظامه! لكنه إنسان كامل الحقوق داخل وطنه الذى لا يمكن ان يكون حكراً على فئه معينه من البشر. لقد كان غوركي صوتاً صارخ في برية مجتمعة اراد ان يحرك مياهة الراكدة من أجل أن ينتشل الإنسانية كي تحقق وجودها المستحق ليس فقط لعصرة علي حد رؤيتي إنما لسان حال وضمير حي لكل الإنسانية علي مدي العصور والحقب التاريخية ترفض أن تُستغفل من قبل كارهيها . !