حُرَّاسً.......الشَّرِيعَةِ (2)
منذ أكثر من عشر سنوات هاجرت الي كندا وكانت الغيرة لكلمة الرب تملأ كل كياني كما كنت في الخليج سابقا وتقابلت في الخليج مع خدام من كل جنسيات العالم واعترف ان معرفتي للرب الحقيقية كانت في الخليج أو بالأحرى في السعودية حيث كان كل شيء غير مباح بل كانت هنالك عقوبات تصل الي الحبس أو الترحيل أو حتي الموت، حتي حيازتك للإنجيل كانت جريمة عظمى، لكن الرب استخدم كل شيء لمجد اسمه وألقى بذرة الكلمة المقدسة داخلي ونًمت وقد أتت بثمر.
فالله استخدم الكثيرين حولي لنموي الروحي وأيضا كان هنالك من الخدام، من جميع الطوائف الذين أكثر عثرة من أن يكون سبب مجد للرب، لكن ما أود أن اقوله انني عندما هاجرت الي كندا كنت كلي حماس ولهفة للخدمة واعتقدت أن الرب سيفتح بابا عظيما للخدمة فنحن هنا...في كندا... بلد الحريات ولابد أن تكون الكنيسة هنا بها عقول منفتحة يقبلون ممن لديهم غيرة حسنة في الخدمة، ويعرفون أن يميزوا بين الخادم الصادق والآخر المتملق.
وكانت لدي صلاة بإيمان أصليها أن الرب سوف يستخدم انائي في أي مكان، ولكيلا أطيل عليك عزيزي القارئ، حضرت اجتماع هنا وهنالك، وكانت كلمة الرب تنخس قلبي بأن هنالك تعليم داخلي يكاد ينفجر داخلي روحي، كما قال ارميا "فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي، فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أَسْتَطِعْ". (ارميا ٢٠: ٩)، وحانت الفرصة وتقابلت مع مسئول عن الكنيسة بطريقة ما وعرضت عليه انني خادم يحب كلمة الرب وعطشان وكلي شوق للخدمة.
وفي رحلتي مع الرب أيقنت وأدركت ما هي الموهبة التي وضعها الروح القدس في، أنها موهبة التعليم، لا الوعظ.. وهنالك فرق كبير! وهنا كانت الصدمة التي لا كدت أن اتداركها وقتها ألا وهي أن لابد أن أقدم أوراق اعتماد تختلف عما في كلمة الله لكي ما اخدم وكانت هذه الأوراق الاعتماد كلها بشرية لم يسألني هذا المسؤول عن شيء من كلمة الله وما هي حالتي الروحية ولا شيء من مثل هذا القبيل.
وهنا أدركت أن باب الخدمة مغلق في هذه الكنائس بمفتاح للأسف حتى الرب نفسه لا يملك هذا المفتاح لأنه يكاد لا يملك هذه الأماكن بل هي ملك لأشخاص واهواء هؤلاء، وهنا تقابلت مع شخص ما كانت لي معرفة به في سنين غربتي بالخليج ولاحظت تسلقه في الخدمة وظهوره في الصفوف الأولى.
تبادلنا الحديث هنا وهناك وهو يعرفني تمام المعرفة وانا أيضا اعرفه وعند سؤالي عن ماهية الخدمة هنا، قال لي بالحرف الواحد انني لكي أصل ما أن وصلت له قد قدمت تنازلات لا حصر لها ونزلت تحت ارجل كثيرين وكان لابد أن اقدم فروض الطاعة العمياء وكل مرة كنت اقابل عائق ما لكي اعرف ان اتملقه واتسلق لكي ما أن وصلت الي ما وصلت اليه الان، فهو بارع في هذا، ولكني اعرف نفسي جيدا انا لا اعرف التملق يوما ما حتي في حياتي العملية فكيف أمارس شئيا لم اتقنه؟ وأين؟ في كنيسة الله، قاعدة الحق كما يسميها بولس، بَيْتِ اللهِ، الَّذِي هُوَ كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ. (١ تيموثاوس ٣: ١٥)،
وبما انني لا أجيد لغة التملق ولا اسلوب التسلق، فكان أمامي خياران لا ثالث لهم.. أما أن اترك كنيسة ابائي القبطية الأرثوذكسية واتجه الي كنيسة أخرى ام أن أغلق علي نفسي بابي واقرأ كتابي المقدس واتعلم من الروح القدس وانتظر الرب وأقف علي المرصد لعل الرؤيا تتحقق في الميعاد حسب توقيت السماء، واخترت بكل اريحية وبكل رحب الاختيار الثاني وجلست في المقعد الاخير ولم اسلم من ألسنة من يعطون لأنفسهم حق حماية الإيمان، بل مجرد أن افتح فأي أو يأتي ذكر اسمي كانوا يلصقون اسمي بالبروتستانتية و كأنها سٌبة أو جريمة، وعلى غرار ما بحدث اليوم في محاكم طنطا، تكاد تندرج هذه الٌسٌبة تحت جريمة ازداء الأديان.
فيا حراس الشريعة لم يقم الرب حراس لشريعته ليقفوا في الأبواب بل أقام الرب حراس ليقفوا على الأسوار ليذكروا الرب ليلا ونهارا كما قال اشعياء، عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، ٧ وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ. (إشعياء ٦٢: ٦، ٧)
"لم يقم الرب الحراس الا لكي يحرسوا حراسة الرب ..." اقرأ معي حزقيال ٤٤ ، فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ قَلْبَكَ وَانْظُرْ بِعَيْنَيْكَ وَاسْمَعْ بِأُذُنَيْكَ كُلَّ مَا أَقُولُهُ لَكَ عَنْ كُلِّ فَرَائِضِ بَيْتِ الرَّبِّ وَعَنْ كُلِّ سُنَنِهِ، وَاجْعَلْ قَلْبَكَ عَلَى مَدْخَلِ الْبَيْتِ مَعَ كُلِّ مَخَارِجِ الْمَقْدِسِ. ٦ وَقُلْ لِلْمُتَمَرِّدِينَ، لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: يَكْفِيكُمْ كُلُّ رَجَاسَاتِكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، ٧ بِإِدْخَالِكُمْ أَبْنَاءَ الْغَرِيبِ الْغُلْفَ الْقُلُوبِ الْغُلْفَ اللَّحْمِ لِيَكُونُوا فِي مَقْدِسِي، فَيُنَجِّسُوا بَيْتِي بِتَقْرِيبِكُمْ خُبْزِي...... فَنَقَضُوا عَهْدِي فَوْقَ كُلِّ رَجَاسَاتِكُمْ. وَلَمْ تَحْرُسُوا حِرَاسَةَ أَقْدَاسِي، بَلْ أَقَمْتُمْ حُرَّاسًا يَحْرُسُونَ عَنْكُمْ فِي مَقْدِسِي. (حزقيال ٤٤: ٥-٨)... وللحديث بقية.