يقف حائرا ما بين” الحد من التكدس” وبين ”عيد العمال”
” القيامة المجيد” ... العيد اللي حير المسئولين
تقرير: إيهاب أدونيا
وفق القرار الذي أصدره رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، فإن الأحد الموافق 5 مايو، إجازة رسمية، بمناسبة عيد العمال، بدلاً من الأربعاء الموافق الأول من مايو. ونص القراران على أن يكون يوما الإجازة مدفوعي الأجر للعاملين في الوزارات والمصالح الحكومية، والهيئات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام، وشركات قطاع الأعمال العام، والقطاع الخاص.
الحكومة تلجأ لنفس الحيلة القديمة وتثير الفتن بين المسلمين والمسيحيين في مصر. فمنذ مئات السنين عيد القيامة المجيد إجازة رسمية للمسيحيين باعتباره واحد من أقدس أعيادهم وبدلا من اتخاذ خطوة تدعم المواطنة واعتبار عيد القيامة إجازة قومية كعيدي الفطر والأضحى قامت الحكومة بإلغائه وترحيل موعد الاحتفال بعيد العمال من ١ مايو كما كنا نفعل لعشرات السنين إلى ٥ مايو وهو موعد عيد القيامة. عابثا بالأعياد الدينية أو القومية في أن واحد.
فمرة إجازة رسمية بحجة " الحد من التكدس" ومرة أخرى تحت مسمى "عيد العمال"، وكل عيد قيامة كل عام تحت أي مسمى إلا "عيد القيامة" فمازال هوى السلفي يغلب على مزاج الحكومة.
لأننا في دولة بتحكمها الشريعة الإسلامية بالمادة الثانية من الدستور ، وطبقا للشريعة الإسلامية هناك في اعتراف صريح بميلاد السيد المسيح و بناء عليه عيد الميلاد إجازة رسمي و لكن لا يوجد اعتراف في الديانة الإسلامية بقيامة السيد المسيح من الأموات لذلك الدولة لا تعتبر عيد القيامة عيد رسمي لأن ده مخالف للديانة و الشريعة الإسلامية، وكأنها لو اعتبرته إجازة رسمية فهي بذلك اعترفت مجازا بقيامة المسيح، لا نعرف من أين للروح السلفي بتلك الأفكار التي تبعد وتفرق ولا تقرب أو تجمع مواطنيها تحت مظلة واحدة تسمى المواطنة بعيدا عن الشرائع والعقائد والأديان.
ليست المرة الأولى... في 2021 صدر البيان بان " الأحد إجازة للحد من التكدس"
وهذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها انتقادات حول مسمى «إجازة عيد القيامة»، ففي عام 2021 جاء قرار مماثل من جانب مجلس الوزراء بمنح العاملين في الدولة 5 أيام عطلة متتالية (من الخميس إلى الاثنين) بمناسبات مختلفة، شملت عيد العمال وعيد شم النسيم، وجاء عدّ يوم الأحد – الذي يتوسط العطلة – إجازة «للحد من التكدس بوصفه تدبيراً احترازياً في إطار خطة الدولة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس (كورونا)»، رغم كونه «عيد القيامة».
وكان الحكومة مشكورة تريد أن تمنح هذا اليوم للمصريين كافة ولكن تحت أي مسمى أخر بخلاف "عيد القيامة"
كمال زاخر: الأمر بحاجة إلى قرار جمهوري أو قانون يضم "القيامة" للأعياد الرسمية
من جانبه علق المفكر القبطي كمال زاخر انه آن أوان الإقرار بدولة المواطنة، وجعلها عنوان الجمهورية الجديدة. والتي من واهم قواعدها أنها دولة قانون، والقانون بحسب تعريف فقهاءه هو مجموعة من القواعد القانونية، وتعريفها إنها عامة ومجردة وملزمة، وعمودها الفقري "المساواة".
مستكملا: ونحن أمام حالة تطبيقية تؤكد أن المساواة غائبة، وهي عدم تضمين الإجازات الرسمية عيد القيامة، لأسباب دينية؛ ولم يجرؤ أحد الانتقال به من خانة الجدل الديني إلى براح المواطنة. فالأمر بحاجة إلى قرار جمهوري أو قانون يضمه للأعياد الرسمية يسنه البرلمان.
وأضاف: إن الأعياد والمناسبات الدينية المسيحية ظلت بعيدة عن الشكل والإطار الرسمي. كذلك لم يلتفت إليها أي من رؤساء مصر. حيث جرت العادة أن يتم منح المسيحيين دون غيرهم إجازات في مناسباتهم الدينية فقط. لافتًا إلى أن الرئيس مبارك الوحيد الذي التفت إلى ضرورة اعتبار أعياد المسيحيين إجازات رسمية.
فلم توفق الحكومة في وصف يوم الأحد بـــــــ"عيد العمال". كانت تحتاج لضبط الصياغة إلا أنه جانبها الصواب في التوصيف.
كذلك يرى زاخر أن وجود مستشارين سياسيين لديهم وعي وإدراك كامل بما يشغل بال الشارع المصري كان سيجعل الأمور أكثر هدوء. بالإضافة إلى كيفية التعامل والتعاطي مع كافة القرارات والمواقف. فضلًا عن توفير قراءة سياسية واجتماعية لكافة التحركات.
واختتم بقوله: على ضرورة أن تضع الحكومة المصرية في أجندتها كيفية التعامل مع المناسبات الدينية. ووجود مستشارين سياسيين قادرين على صياغة الأمور بشكل أكثر بساطة دون إثارة الرأي العام.
حركة شباب كريستيان: بيان هزلي هدفه طمس هوية عيد القيامة المجيد.. واثار حفيظة الأقباط
من جانبها رفضت وأدانت حركة شباب كريستيان ما صدر من بيان رسمي للحكومة المصرية، واعتبرته مرفوض شكلا و موضوعا و عار علي دولة في حجم مصر يخرج علينا رئيس الوزراء ببيان هزلي مثل هذا إن دل فلا يدل إلا علي التصنيف والعنصرية القاصي والداني يعلم أن شم النسيم يأتي مباشرة لليوم التالي لعيد القيامة المجيد ولم نطلب تهنئكم لأنها لا تنقصنا ولا تزيدنا شيئا و لكن بيان رسمي صادر من الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء يعلن و لأول مرة أن ٥ مايو إجازة رسمية بدلا من يوم ١ مايو عيد العمال وطمس هوية عيد القيامة المجيد هو امر مرفوض و أثار حفيظة وغضب جموع الأقباط .
وأكمل البيان استنكاره معلقا انه كان يمكن لرئيس في البيان الرسمي أن يقول إن ٥ مايو سيكون إجازة لعيد القيامة المجيد مع عيد العمال ودمج الإجازتين معا لشعب مصر جميعا مسلم ومسيحي.
مؤكدا أن بيان الحكومة بيان هزيل ولا يحمل في طيته غير التصنيف والعنصرية وهذا لم نعتاد عليه منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد.
هاني صبري: أطالب باعتبار عيد القيامة إجازة رسمية سنوية لكل المصريين
من جانبه طالب هاني صبري لبيب المحامي، رئيس مجلس الوزراء "اعتبار عيد القيامة إجازة رسمية سنوية لكل المصريين، كما هو الحال في إجازة عيد الميلاد المجيد.. وكل عام والشعب المصري العظيم طيب وبخير".
وأضاف "في تقديري الشخصي أن اعتبار عيد القيامة المجيد إجازة رسمية لا يعني الاعتراف بمناسبة العيد من قبل الحكومة فالأمر ليس له أيّ إبعاد دينية أو سياسية، لكن يعني مشاركة أبناء الشعب المصري الواحد في التهاني بالأعياد.
رامي عطا: أمام الحكومة فرصة ذهبية لتأكيد مبدأ المواطنة.. باعتبار عيد القيامة بمسماه عيدا رسميا
من جهته تساءل الكاتب والباحث رامي عطا ماذا لو اتخذت الحكومة المصرية قرارا رسميا "جريئا" باعتبار عيد القيامة المجيد إجازة رسمية لكل المصريين.. ليس اعترافا بالمناسبة الدينية، وإنما تقديرا واحتراما لمكون من مكونات الجماعة الوطنية المصرية؟!
وأردف "أظنها فرصة ذهبية لتأكيد مبدأ المواطنة، الذي يأتي في المادة الأولى من الدستور المصري، ونحن نبني الجمهورية الجديدة".
نجيب جبرائيل: بيان سلفي الهوى.. وفيه تجاهل تام لشركاء الوطن
من جانبه أشاد المستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان في بيان صحفي بقرار الحكومة باعتبار يومي الأحد والاثنين ٥و٦ مايو إجازة حتى نحتفل ونهني بعض مسلمين ومسيحيين بعيد القيامة المجيد خاصة وان الإمام الدكتور احمد الطيب ومفتي الجمهورية اجمعوا على أن تهنئة الأقباط في أعيادهم هي من سماحة الإسلام ولم يفرقوا بين عيد وأخر
مشيرا إلى ذكاء الحكومة بعدم ترحيل إجازة عيد العمال في أول مايو إلى الخميس٢ مايو واعتبارها إجازة يوم عيد القيامة له معنى كبير في قلوبنا فكيف نفترق عن إخواننا المسلمين في الأعياد وكنا بالأمس القريب في عيد الفطر في إجازة نعيد معا.
وأشار إلى استياء الأقباط لعدم ذكر "عيد القيامة" في البيان الحكومي حتى ومن باب الشيء بالشيء يذكر، مؤكدا تفهم الحكومة أن عيد القيامة ليست إجازة رسمية ولكن تجاهل حتى كلمة "بالإضافة إلي عيد العمال" يفتقد هذا القرار إلى إضافة كلمة بسيطة لكي يعيد المسيحيون أو لكي نهني بعضنا البعض بالعيد
أما وان اقتصر القرار على العبارة الواردة فيه باعتبار إن الإجازة قصد بها فقط عيد العمال فان ذلك إهانة ما بعدها إهانة للأقباط فضلا عن تجاهل تام لأعياد شركاء الوطن حتى وان كانت غير رسميه ويمكن أيضا أن تتجنب في عدم ذكر عيد القيامة لجان الإخوان والسلفية المتربصة برفضهم تهنئة الأقباط ولكن كل ذلك على حساب المواطنة التي يوليها السيد الرئيس الاهتمام الأكبر
واختتم البيان برسالة وجهها الاتحاد المصري إلى رئيس الوزراء باعتبار البيان سقطه بلا شك جرحت إخوتك الأقباط للإهانة والتجاهل لأعز ما لديهم وتكريس مفهوم خاطي للرجوع بنا إلى عدم الاقتراب من أعياد الأقباط ودعم لتلك الأفكار السلفية ذات الصلة
فيليب فكري: التصريح بإعلان إجازة بمناسبة عيد القيامة ...لا يعني الاعتراف به.. ولكن هو اعتراف بوطنية الأقباط
من جانبه أكد فيليب فكري الصحفي وعضو اتحاد الكتاب إن إصرار الحكومة على إهانة أقباط مصر غير مقبولة.. كان من الممكن الإشارة لعيد القيامة كإجازة للأقباط، وللمصريين كافة بمناسبة عيد العمال.. ولكن هذا في حالة الحكومات غير المتطرفة.
وأكمل: التصريح بإعلان إجازة بمناسبة عيد القيامة للأقباط، لا يعني الاعتراف بمناسبة العيد وقبوله، ولكنه يعني الاعتراف بوطنية فصيل مصري أصيل.. بينما حكومتنا الغراء تصاب بالالتهاب إذا نطقت لفظ (القيامة)، فتصفها مرة تكدس وأخرى عمال، وربما ف السنوات القادمة تصبح تخفيف أحمال.
طارق حجي: حكومةُ مِصْرَ عندها فرصة تاريخية لإعلان عيد القيامة عطلة رسمية مثل عيد الميلاد
من جانبه أكد المفكر المصري طارق حجي ان حكومةُ مِصْرَ عندها فرصة تاريخية لعملِ الصواب وأقصد أن تُعلن رسمياً أن عيدَ القيامةِ سيكون من سنتِنا هذه ولاحقاً "عطلةً رسميةً". بدلا من المسميات المختلفة التي تطلقها على العيد كل عام ليكون عطلة رسمية لأي سبب أخر غير "عيد القيامة".
مستشهدا بمقولة توفيق الحكيم الذي قال "يخيل إلى أن في مِصْرَ خبيراً عبقرياً مهمته الدقيقة هي أن يضع كل شيء في غيرِ محلِه".
عيد القيامة كان اجازة رسمية ... فهل يعود مجددا؟!
كشفت نتيجة للأعياد الرسمية لمصر عام 1952 وبالطبع تم طباعته قبل بدء عام 1952 كمثل سائر النتائج أي قبل ثورة يوليو، حيث كان عيد الفصح " عيد القيامة" الغربي وأيضا والشرقي عطلة رسمية، كذلك عيد الكريسماس الغربي إجازة بالإضافة إلى راس السنة الميلادية إلى جانب عدد من الأعياد اليهودية وبالطبع عيدي الفطر والأضحى وراس السنة الهجرية، وقت ما كانت مصر للجميع، وكل من على أرضها سواسية.