أعود إليك
كلما بعدت قررت العودة، مشيت في طريقي احمل احمالي ولا معين، تخبطت خطواتي كطفل يتعلم المشي فتعثرت وسقطت لكنني قمت لاقف مرة ثانية على اقدامي. مشيت طريق لا اعرفه، طريق غامض الملامح مشوش القسمات، مشيت طريق لم يكن لي خيار أخر سواه.
لم تكن لي أي قوة للمسير لكنني كنت مدفوعة بقوة اشعرها تدفعني لأتقدم واسعي للوصول الي ماذا لست اعرف ولا اراه واضح امامي، مشيت في ضباب يبحث عن النور ومستقبل يشوبه الغموض، بحثت لكنني اعود لمدي غير مسبوق غير موجود غير مفهوم او محدد الملامح.
كما قال أيوب الصابر: عريانا خرجت من بطن امي وعريانا اعود الى هناك. الرب اعطى والرب اخذ فليكن اسم الرب مباركا( ايوب 1 : 21 ). او كما يقول سليمان الحكيم من كثرة الشرب كي ينسي الامه وواقعه المحزن المتعب : ضربوني ولم اتوجع. لقد لكأوني ولم اعرف. متى استيقظ. اعود اطلبها بعد(امثال 23: 35). هنا يعود ويطلبها مرة أخرى لينسي وتستمر الدورة؛ لكن ماذا لو عاد الي رشده وطلب ربه وعاد اليه ماذا يكون واقعه هل سيكون نفس الشيء؟ هنا يقف ايضا الابن الذي ذهب لبلاد بعيدة (لوقا 15)
أعود إليك كما عادت نعمي خاوية اليدين بعد سنين الغربة( سفر راعوث)؛ اعود اليك كما عاد يونان بعد ثلاث ايام في محيط عفن ومعتم( سفر يونان)؛ اعود اليك كما عاد داود بعد ان عوم سريريه بدموع الندم( مزمور 51 )؛ اعود اليك كما عاد بطرس ببكاء مر( متي 26 : 75 )؛ اعود اليك كما لعازر الذي انتن في قبره لمدة ثلاث ايام وثلاث ليالي( يوحنا 11)؛ ام اعود اليك كما عادت السيدة العذراء قائلة : هوذا انا امة الرب( لوقا 1)؛ ام مثل راعوث التي قبلت ان يكون شعب حماتها هو شعبها والهها هو الهه( سفر راعوث)ا؛ ام مثل سارة( تكوين 18 ) واليصابات( لوقا 1) اللاتي قبلن معجزة الرب بعد شيخوخة؛ ام مثل الخصي الحبشي الباحث عنك فوجدك كشاة تساق الي الذبح لم تفتح فاك( اعمال الرسل 8) ؛ ام مثل اهل بيرية الفاحصين الكتب ليلا نهارا هل هذه الامور هكذا( اعمال 17 : 11)؛ ام مثل شاول بولس الذي ظهرت له في طريق تدينه( اعمال الرسل 9 : 4 ) ؛ اعود اليك مثل توما بشكه ومخاوفه( يوحنا 20 )؛ اعود اليك بفرح الكنيسة الاولي المضطهدة ( يعقوب 1 : 2 )؛ اعود اليك مثل السامرية العطشانة( يوحنا 4)؛ ام مثل المجدلية التائهة(لوقا 8 : 2 )؛ ام مجنون كورة الجدريين(متي 8: 28 )؛ ام نازفة الدم(متي 9 : 20 )؛ ام مفلوج بركة حسدا(يوحنا 5)؛ ام الأعمى منذ طفولته(يوحنا 9)...وغيرهم.
بحثوا عنك وطلبوك في اعماقهم ودواخلهم رغم ان ظاهرهم كان غير ذلك. فبحثت انت عنهم حتي وجدتهم ورفعتهم مثل التي فقدت الدرهم حيث وقع من عصابة راسها ، لكن عندما وجدته لم تكتفي فقط بإعادته لمكانه لكن اقامت وليمة وحفل. كذلك الخروف التائه رجعت بيه محمول على كتفك وفرحت مع من هم حولك برجوعه رغم انه كلفك عناء البحث والمسير.
ام مثل الأب الحنون الذي البس ابنه الراجع الحلة الاولي ووضع عمامة علي راسة وخاتم في اصبعه وحذاء في رجله ثم اقام عرس كبير لابنه الراجع الذي قوبل بفرح لأنه كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد. اعود اليك فانت مسكني ، موطني ، صخرتي وقرن خلاصي، حافظي ورافعي ، انت الهي. اعود اليك.