أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

ماذا يريد المستنيرين ...من الكنيسة؟؟ (4)

تحدثنا في المقالات الثلاثة السابقة تحت نفس العنوان عن ماهية الكنيسة وتعريفها، وأيضا عن القيادة في الكنيسة كما أوضحنا موهبة التعليم وأنها غبر قاصرة بالمرة على أصحاب الزي الأوحد.

ومن نفس المنطلق أريد أن استكمل حديثي هنا عن القيادة ولست أقصد القيادة بالمعنى الروحي المطلق كما أشرت في المقال السابق، ولكن القيادة بالمعني المتعارف علية إذ قد فشلنا فيما أشرنا له سابقا، فالكنيسة عند العامة والخاصة وهنا اقصد بالخاصة القائمين على الكنيسة أو بالأحرى المستفيدين منها، لا تعني إلا مؤسسة هرمية لا تختلف عن أي مؤسسة عالمية لكنها تفتقر إلى عدم الحيادية في اختيار القادة.

إذ كما نعلم جميعا أن كل مؤسسة يحكمها قواعد اختيار القادة بحسب المهارة أو المؤهل الدراسي والمؤهلات الطبيعية لهذا الشخص أو ذاك، ولكن نحن هنا أمام نظام يغرد خارج السرب الطبيعي المتعارف عليه في اختيار القادة حسب ما هو متعارف علية في المؤسسات العالمية وأيضا هو نظام لا يحتكم إلى مرجعيته الأساسية وهو الكتاب المقدس وكاتبه (الروح القدس) - كما ذكرنا سابقا-، لذا سنجد إنسان ما! كل مؤهلاته إما انه له حفظ بعض الألحان أو أخذ كلية إكليريكية لكنه لم يكن لدية أدنى مقومات الشخصية القيادية أو حتى ثقل نفسه بالدراسة أن لم يكن له مؤهلات طبيعية!!

سنجد مثل هؤلاء يأخذون مراكز القيادة في كنائسنا ويتحكمون في الشعب ويأخذون قرارات تؤثر على أسر بأكملها بل يتدخلون في حل مشاكل أسرية وشخصية وليست له أي دراية إلا من منطلق انه يلبس الزي الأوحد الذي تكلمنا عنه في المقال السابق، ومن منطلق الحكم الديني الذي فشل فشلا ذريعا في العصور الوسطي وتأكد أن الحكم من منطلقه أدى إلى تفكك الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى، فلماذا لم نتعلم من التاريخ مع أن الفارق ما بين القرن الخامس عشر الذي حدث فيه انقسام الكنيسة الكاثوليكية والقرن الواحد والعشرون هنالك فرق شاسع ما بين انتشار الميديا وانفتاح العقل البشري.

فإن كان ما زال هنالك أناس كثيرين تحتفي بالجهل كأنه بساطة إيمان كما يدعون، لكن لهؤلاء الذين يأخذون مراكز القيادة وهم غير مؤهلين أريد أن أزف لكم خبرا ليس سعيدا، مع اجتياح طوفان المعرفة وسيل الكتب التي كانت تخفيها اليد الخفية، لن يعود الزمن للوراء مرة أخرى، فإن كنتم ما تزالون تمارسون سلطانكم باسم الدين علي كثيرين من الناس الذين يفضلون أن يكونوا من ضمن القطيع، فأبناءهم والأجيال القادمة لن ترضخ لمثل هذا التعنت والاستعلاء والتحكم في مجريات الحياة داخل الكنيسة أو في التدخل في الحياة الخاصة.

فالكتاب المقدس يحوي رسائل بولس لأشخاص بأسمائهم وتسمي هذه الرسائل رسائل رعوية على سبيل المثال يكتب إلي تلميذة تيموثاوس يقول "٥ وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟ ٦ غَيْرَ حَدِيثِ الإِيمَانِ لِئَلاَّ يَتَصَلَّفَ فَيَسْقُطَ فِي دَيْنُونَةِ إِبْلِيسَ. ٧ وَيَجِبُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ شَهَادَةٌ حَسَنَةٌ مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ فِي تَعْيِيرٍ وَفَخِّ إِبْلِيسَ. (١ تيموثاوس ٣: ٥-٧).

وهنا اذكر مقال لأبونا الروحي متي المسكين يقول إن لفظ الأسقف والقسيس هما متناظران في الكتاب المقدس أي نفس الوظيفة وبسبب هذا المقال الذي كتبه أبونا متي المسكين، اسًتبعد من الترشح للبطريركية بعد نياحة البابا كيرلس السادس، يوصي أيضا القديس بولس تلميذه بهذا لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا. (١ تيموثاوس ٤: ١٦) وأيضا أُنَاشِدُكَ أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُخْتَارِينَ، أَنْ تَحْفَظَ هذَا بِدُونِ غَرَضٍ، وَلاَ تَعْمَلَ شَيْئًا بِمُحَابَاةٍ. (١ تيموثاوس ٥: ٢١).

فهل يطبق هؤلاء كلمات الكتاب المقدس في مراكزهم القيادية التي شاءت الظروف والأقدار، وآسف على كلمة الأقدار، إذ ليست كلمة كتابية، ولكن إذ نعلم جميعا أن السيمونية اخترقت الكنائس، إذن فلا مانع من استخدام المفردات التي تستخدم في العالم، فل يصح يا قوم أن نقبل ما لا يعرف أبجديات القيادة ونعطيه صلاحية القيادة والتحكم في أقدار الشعب بحجة مغشوشة لا أساس له في الكتاب المقدس وهي سلطان الحل والربط؟!