ماذا يدور في الانتخابات الأمريكية؟!
”كامالا هاريس” ... هل ستدخل التاريخ كأول امرأة رئيسة لأمريكا؟ (2)
بعد انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من سباق الانتخابات الرئاسية، لا يزال ترشيح نائبته كامالا هاريس، رسميًا لخوض السباق نحو المكتب البيضاوي لم يحسم بعد انتظارًا لمؤتمر الحزب الديمقراطي في أغسطس المقبل، ووفقًا لاستطلاع للرأي، فإن نائبة الرئيس لديها بالفعل المؤيدون اللازمون بين المندوبين الديمقراطيين.
بعدما أصبحت أول امرأة وأول شخص أسود يتولى منصب نائب الرئيس الأميركي، قد تكتب كامالا هاريس صفحة جديدة في تاريخ الولايات المتحدة، بعدما حصلت على دعم جو بايدن، إثر انسحابه من السباق الرئاسي، فضلاً عن شخصيات ديمقراطية بارزة، لتصبح المرشحة الديمقراطية لرئاسة أميركا.
في يناير 2021، أصبحت هاريس أول شخص لديه أصول آسيوية يتولَّى منصب نائب الرئيس.
وقال عنها الرئيس الديمقراطي في مارس 2023: «لقد حطّمت السقف الزجاجي مرة تلو الأخرى»، وروت نائبة الرئيس التي تبلغ من العمر 59 عاماً، أنّها غالباً ما شاركت وهي طفلة في تظاهرات تنادي بالحقوق المدنية، إلى جانب والدها الجامايكي أستاذ الاقتصاد الجامعي، ووالدتها الهندية الباحثة المتخصّصة في سرطان الثدي.
واستمدّت المدّعية العامة السابقة من طفولتها ذكرى سمحت ببروزها، خلال مناظرة في إطار الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في 2019
مواقفها من الإجهاض.. القوانين المؤيدة للحياة
لقد روجت هاريس باستمرار للإجهاض، ودققت في المرشحين الكاثوليك للقضاء، وعارضت مراكز الحمل المؤيدة للحياة والناشطين المؤيدين للحياة. كما أنها تبنت أيضًا أيديولوجية النوع الاجتماعي وكذلك تفويضات المتحولين جنسيًا ومنع الحمل التي عرّضت الحرية الدينية للخطر في بعض الأحيان.
كنائب للرئيس، تولت هاريس زمام المبادرة في العديد من جهود إدارة بايدن-هاريس لتعزيز الإجهاض، بما في ذلك الجهود المبذولة لتقنين معايير الإجهاض في قضية رو ضد وايد في القانون الفيدرالي.
في بداية عام 2024، أطلقت جولة خطابية أخرى للترويج للإجهاض بعنوان "الكفاح من أجل الحريات الإنجابية". خلال هذه الجولة، أصبحت هاريس أول نائبة رئيس في منصبها تزور عيادة إجهاض في مارس عندما قامت بجولة في منشأة لتنظيم الأسرة في مينيابوليس. في هذا الحدث، أشادت بالإجهاض ووبخت المشرعين المؤيدين للحياة الذين صوتوا لوضع قيود على الإجهاض.
في مقابلة مع شبكة ABC في عام 2023، انتقدت هاريس الولايات التي تبنت قوانين مؤيدة للحياة وحثت الكونغرس على تمرير تشريع من شأنه أن يضع معايير فيدرالية للإجهاض تمنع الولايات من تطبيق القوانين المؤيدة للحياة. في عام 2022، زعمت نائبة الرئيس أن الأمريكيين المتدينين يمكنهم دعم الإجهاض دون التخلي عن عقيدتهم.
كعضو في مجلس الشيوخ، هاريس، التشريع الذي شارك في رعايته كان من شأنه أن يمنع الولايات من تمرير قيود على الإجهاض، وصوتت ضد مشروع قانون كان سيطلب من الأطباء تقديم الرعاية الطبية للطفل الذي يولد بعد محاولة إجهاض فاشلة.
حملة ترمب تغير استراتيجيتها لمهاجمة كامالا هاريس
أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن استراتيجية حملة ترمب ستعتمد على ثلاث ركائز أساسية في حملة التشكيك والهجوم ضد كامالا هاريس. الركيزة الأولى هي ربط كامالا هاريس بالرئيس بايدن باعتبارها امتداداً للسياسيات نفسها التي اتبعها بايدن، والقول إنها ستكون أكتر تطرفاً من بايدن، وبالتالي تحميلها كل الإخفاقات التي تتهم حملة ترمب إدارة بايدن بارتكابها، سواء في مجال الاقتصاد وارتفاع معدلات التضخم أو في مجال ضعف السياسات تجاه الهجرة وأمن الحدود أو في مجال سجل هاريس الليبرالي الضعيف في مجال مكافحة الجريمة أثناء عملها مدعية عامة في ولاية كاليفورنيا. وفي تغريدة على موقع «إكس» قال جي دي فانس: «إن هاريس كانت مع بايدن في كل خطوة على الطريق وتتحمل كل هذه الإخفاقات»
والركيزة الثانية هي اتهام كامالا هاريس بأنها أخفت عن الأميركيين الوضع الصحي للرئيس بايدن ولم تكن صريحة مع الجمهور الأميركي حول صحته وقدراته الذهنية والبدنية. وبدأت بالفعل لجنة العمل السياسي الداعمة لترمب وحركة ماجا «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى» في بث إعلان جديد مدته 30 ثانية يتم بثه في ولايات أريزونا، وجورجيا، ونيفادا وبنسلفانيا يتهم كامالا هاريس بإخفاء الحالة الصحبة لبايدن، وأنها كذبت على الجمهور الأميركي لسنوات عدة. ورصدت حملة ترمب – فانس 77 مليون دولار لتلك الإعلانات.
أما الركيزة الثالثة، فأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أنها ستوجه إلى الديمقراطيين واتهامهم بتقويض الديمقراطية ومحاولة الإشارة إلى أن تأييد بايدن لكامالا هاريس يعني تقويض العملية الانتخابية وأسس الحزب الديمقراطي في إجراء انتخابات تمهيدية، وترك الأمر مفتوحاً للتنافس بين متنافسين عدة، خاصة أنه «من غير الديمقراطي» إجبار بايدن على الخروج من السباق بعد أن صوّت له الديمقراطيون بالفعل، وبالتالي ليس لقادة الحزب تقرير من سيخوض السباق في الغرف المغلقة. لكن حملة ترمب لا تزال متفائلة بشكل كبير من استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم حظوظ الرئيس ترمب، خاصة في الولايات المتأرجحة.
5 أسباب تجعل كامالا هاريس أضعف المرشحين لخلافة بايدن
تساءلت مجلة نيوزويك ماذا يجري في الحزب الديمقراطي؟ ولماذا يوشك الديمقراطيون، بعد كل الألم الذي تكبدوه لإقناع الرئيس جو بايدن بالتنحي، أن يتوجوا كامالا هاريس نائبة الرئيس التي يظهر بوضوح أنها أضعف مرشح ديمقراطي يمكن أن يقدموه؟
وقالت المجلة -في مقال للكاتب توم روجرز- ان هناك 5 أسباب رئيسية تجعل هاريس أضعف من بقية الأشخاص الذين تمت مناقشة تقديمهم كمرشحين محتملين:
أولا: لأنه أصبح من المسلّم به تقريبا في جميع أنحاء العالم أن من كان يشغل المنصب من الصعب عليه أن ينجح في إعادة الفوز به، ويشهد على ذلك ما عاناه الزعماء في المملكة المتحدة وفرنسا والهند من أداء ضعيف.
ثانيا: أن ترشيح هاريس يُبقي قضية سن بايدن -التي أرّقت الديمقراطيين- حية، لأنها جزء ممن ينبغي أن يرد على سؤال الجمهوريين كيف قام الموجودون في البيت الأبيض بالتستر على حالة الرئيس العقلية، وبالتالي سيتعين عليها الدفاع أكثر من غيرها عن بايدن.
ثالثا: ستكون الهجرة وسجل بايدن فيها، إحدى أكبر قضيتين في هذه الحملة، ومرة أخرى، تتحمل هاريس المسؤولية لأنه قد تم تكليفها بحل قضية الحدود، وبالتالي ربما تكون هذه هي نقطة الضعف السياسية الكبرى التي تواجهها الإدارة، ومن الصعب فهم طرح الشخص الأكثر ضعفا فيما يتصل بهذه القضية باعتباره مرشح الحزب.
رابعا: من الصعب أيضا أن نفهم كيف أن فكرة "المدعي العام في مواجهة المجرم" سوف تصب في مصلحة ترشيح هاريس، لأن ملاحقة المحامي الخاص لدونالد ترامب مبنية على إثبات أن هذا جهد مستقل وغير حزبي يظهر أنه لا يوجد رجل فوق القانون، أما تحويل ملاحقة ترامب كمجرم إلى مركز الحملة، فيتعارض تماما مع فكرة العدالة العمياء، وبالتالي فهو غير مفيد على الإطلاق.
خامسا: تعد القضية المرفوعة ضد تولي دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة مقنعة للغاية، ولكن بايدن لم يستطع توضيح ذلك بشكل جيد، أما هاريس، وإن كانت تجيد التعامل مع الملقن والأسئلة المكتوبة، فهي ليست متحدثة قوية قادرة على التعبير بوضوح عن القضية ضد ترامب.