A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَعود ”أسقف” إلى ديره

لقد تابع الكثير من المسيحين المهتمين بالشأن الكنسي على مدار الأسابيع الماضية القضية التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي وأشعلت جروبات حماة الإيمان المسيحي وكانت مثار جدل بين التجمعات على جميع المستويات ومختلف الأعمار بل أنها أخذت الحيز الأكبر و الأعم بين حوارات العامة والخاصة، إنها قضية تقديم اسقف المقطم الأنبا ابانوب استقالته لبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني، وبعد أسابيع من الجدل انتهت القضية كما قرأنا بتقديم هذا الأسقف اعتذار رسمي لقداسة البابا بعد أن قد صرح الأخير بأن هذا الأسقف قد قدم استقالته بمحض إرادته و هي قيد الدراسة، ولكن ما أسفرت علية الأمور أن يبقي الحال على ما هو عليه، وقراءتي لهذه الأحداث هي أن عودة اسقف إلى ديره و انتزاع السلطة من يده هو بمثابة "دخول جمل من ثقب إبرة".

كلنا نعلم ما هي الرهبنة، هي موت حقيقي عن العالم أم تعريف الرهبنة أخذ مفهوم آخر؟! أليس الرهبنة هو الانعزال والانفصال عن العالم أو عن الكل للالتصاق بالواحد، أم أن مفهوم الرهبنة اصبح هو الدخول للدير كطريق يؤدي إلى كرسي الأسقفية و ما ادراك ما الأسقفية، أنها السلطة المطلقة بلا قيود ولا حساب، ورغم أن هذا الأسقف هو اسقف عام مساعد للبطريرك أي لم يتم تجليسه على كرسي الإيبارشية، ورغم هذا رفض هو ورفض من خلفه كل مجموعات حماة الإيمان تركه موقعه، فكل منهم له حجته فهذا الأسقف أو غيره- وهنا انتقل من الخاص عن هذا الأسقف إلى العام علي المجمل- نسى السبب الرئيسي الذي لأجله ترك العالم وذهب إلى الدير ... بل كيف يرجع إلى الدير وينزل به المستوى المعيشي أن يسكن في غرفة أو قلاية ويخدم نفسه مرة أخرى بعد أن ذاق رغد العيشة في العالم.

وهو خرج من العالم وهو علماني سواء كان يحمل مؤهل جامعي أو لا، هل كانت له وظيفة أم لا، هل كان له دخل مادي يستطيع أن يسد حاجته أم لا، هل لو كان استمر في العالم كانت ستكون له خدمة ومركز وكرامة بل تنحني له الهامات، هل كان سيصل إلى ما وصل إليه اليوم؟! هل كانت ستصبح تحت يده ويأتمرون بأمره خدام يخدمونه من اكل وشرب؟! هل كانت ستكون تحت يده وأمره سيارة فارهة وسائق خصوصي ينحني له عند دخوله وخروجه؟!

هو لو ظل في العالم فكان بالكاد يمتلك شقة ويتنقل في وسائل المواصلات ويظل مجهول الهوية كواحد من الناس الغلابة، فكيف يترك هذا وتلك ويرجع إلى الدير ويترك كل هذا؟! فنحن من ننادي بعودة هذا الأسقف أو غيره ممن يخطئون الطريق، نحن نشبه الحمقى الذين ننادي فِي السُّوقِ يُنَادُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا. نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَبْكُوا. (لوقا ٧: ٣٢)، فنحن في نظر هؤلاء ضد الإيمان المسلم مرة للقديسين بل ضد التسليم الرسولي بل نحن وصلنا إلى الهرطقة ولولا لم يكن في الدين المسيحي عند هؤلاء مبدأ إقامة الحد وقطع اليدين كانت صدرت أؤامر بهذا، عزيزي القارئ... إن كنت أسقف أو كاهن أو راهب أو علماني، احكم على نفسك وضع هذا الحكم بينك وبين إلهك الذي أنت تعبده، فمن الواضح أن كل منا صنع لنفسه إله رسمه في مخيلته وصار يتعبد له.

فإن كنت أسقف، احكم على نفسك إن تخلع الزي ولو مؤقتا وترجع إلى ديرك حتى ولو لفترة وجيزة تختبر نفسك هل تكتسب هويتك من الزي والعمامة والسلطة والسيارة والسائق الخاص والكرسي ... الخ، أم هويتك في المسيح وتستطيع أن تقول مع بُطْرُسُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». (لوقا ١٨: ٢٨)،

هل مستعد أن تترك الكل وترجع إلى ديرك تتعبد فقط بدون حب الظهور في الفضائيات وأخذ المكانة الأولى في الكنائس والتصاقك بالميكروفون؟!، هل تستطيع أن تعتزل العالم والناس وتترك الكرسي، هل هذا سيفقدك كرامتك، أما قرأت في كتابك المقدس كيف عاش يسوع على الأرض، أم ما اكتبه انا الآن هو جنون وضرب من الخيال؟! أم ما قرأته في الكتاب المقدس وكتب الآباء هو هراء وحبر على ورق؟!

هل تستطيع أو تقبل أن تجلس في الصفوف الخلفية وتجلس تسمع وتتعلم أم لا تستطيع إلا إن تكوم في المقدمة فقط، جرب نفسك، جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟ (٢ كورنثوس ١٣: ٥)

اختبر نفسك ...... اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. ٢٤ وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا. (المزامير ١٣٩: ٢٣، ٢٤)