حاكم كيبيك يريد التخلص من طالبي اللجوء كندا تمدد إعفاء الفحص الطبي للهجرة حتى عام 2029 شركة إماراتية تطلق منشأة تعدين في كندا ارتفاع نسبة الكنديين الذين يشترون سلع مستعملة لتوفير النفقات المحكمة تؤيد قرارها الذي يلزم شركات الطيران في كندا بتعويض الركاب زيادة خدمات المترو والحافلات في تورونتو إصدار عملة كندية جديدة بوزن 5 كيلو جرام! وزير الداخلية الفرنسي يأمر بترحّيل نجل بن لادن بسبب ”تمجيد الإرهاب” تونس.. قيس سعيد يفوز بولاية رئاسية ثانية وسط مخاوف على الحريات في أمتار السباق الأخيرة.. هاريس تتفوق على ترامب بـ”قدرتها على التغيير” دمية عملاقة ترعب المواطنين.. فما القصة؟ ”أقل تلوثاً”.. أول طائرة ركاب كهربائية

Iconography… إيقونوغرافيا

إيقونوغرافيا (باليونانية= رسم الصور)، أو أيقونولوجيا (باليونانية= علم دراسة الصور)، مصطلح استخدم للمرة الأولى في القرن 18. ويعني كشف ودراسة وتفسير تمثيل الشخوص في صور، سواء أكان هذا التمثيل تمثيلاً طبيعياً للشخص أم تمثيلاً رمزياً، وسواء أكانت الشخصية دينية أم دنيوية. وقد يطلق المصطلح بمعناه الواسع على فن التمثيل برسوم أو صور قد يكون لها معنى رمزي أو معنى سطحي ظاهر. وقد استعانت الكنيسة بالفن التصويري لتفسّر تعليمها الأرثوذكسي الذي تداخل مع حياة المؤمنين بحيوية وعيشٍ للتقليد، وخاصةً عندما صعب على الكنيسة إبراز عقائدها وذلك من جرّاء الحذر الذي فرضته الاضطهادات عليها.

فكان هدف الفن الكنسي إبراز الشخصيات التي عاشت الإيمان ليتمثّل بهم المؤمنون في جهادهم ضد قوى الشر ولحماية المؤمنين وقيادتهم وتشجيعهم للوصول بهم إلى الشهادة كما فعل المخلص ورسله وشهداؤه.

فكان الفن يقدّم هذه الخدمة من خلال رموزه حاملاً هدفاً روحياً ومتضمناً لفحوى عقائدية معبّر عنها بالشكل والألوان.

فهِم المؤمنون في العصور الأولى الأفكار العظيمة التي للإيمان الجديد من خلال رموز بسيطة مثل "السمكة" و "الحمل" و "الراعي".

أظهر الفن في الآثار القديمة المعاني الأساسية الإفخارستية مستنداً إلى تفاسير الآباء القديسين.

وبما أن الفنانين وضعوا خبراتهم الفنية في خدمة الكنيسة وأهدافها السامية، بات الفن الأيقونوغرافي فناً ليتورجياً بالخطوط والألوان في إفهام المؤمنين أسرار الليتورجيا. و علي سبيل المثال ، اقدم لك عزيزي القارئ مثلا واضحا في الأيقونة الملحقة بهذا المقال. فهذه أيقونة طائر البجع وهو يطعن جنبه ليطعم صغاره من دمه. ويعد طائر البجع أحد الرموز التي استخدمت للتعبير عن الإفخارستيا منذ القرون الأولى للمسيحية، لأن من طبيعة هذا الطائر أنه في حالة عدم توفر الغذاء الكافي لفراخه يقوم بجرح نفسه وإطعام صغاره بدمه! مما ألهم البعض أن يروا في ذلك صورة رمزية للمسيح الذي يطعم المؤمنين من دمه في الإفخارستيا.

وقد جاء ذكر طائر البجع لأول مرة كرمز مسيحي في كتاب ظهر في الإسكندرية في القرن الثاني وهو كتاب "الفسيولوجوس". ويسجل كتاب الفسيولوجس أسطورة كانت شهيرة في ذلك الوقت عن طائر البجع، إعتمادًا على الحقيقة التي ذكرناها، فتذكر الأسطورة أنه في أحد المرات ترك أحد طيور البجع عشه للبحث عن طعام، وعندما عاد بعد ثلاثة أيام وجد فراخه الصغيرة قد هلكت. فرقد فوق صغاره الميتة وطعن جنبه بمنقاره وعندما تساقطت قطرات دمه على الفراخ الصغار عادت إليها الحياة! وأتخذت هذه الأسطورة "الهلينية" والتي كانت معروفة قبل المسيحية، رمزاً لسر الإفخارستيا الذي فيه يسقينا المسيح من دمه الإلهي المحيي، الذي هو ترياق الحياة الأبدية ودواء عدم الموت كما يقول الآباء.

عزيزي القارئ ، إن كل أدوات العبادة ليست مُجرّد مجموعة مُصطفّة في انتظام كما يحدث لمعروضات المتاحف، بل هيَ أعضاء جسد واحد تهدف إلى استعلان فرح الكنيسة بالخلاص، وكرازتها بهذا الفرح، في جمال مُقدّس مُتكامل مع كلّ أساسات الحياة المسيحيّة الأُخرى.

والتعبير بالفن، ولا سيّما الأيقونة المرسومة، هو ترابط بين الحس والحضرة، بين الشعور الذي يتدفق في خلجات النفس من الانبهار بالجمال، وبين الحضور الفعّال المرئيّ لكل تدبير الخلاص. فالفن المُقدّس يتعدى حدود الانفعالات ليأسرّ الإنسان عن طريق الإيقنوغرافيا ليتجاهل الإنسان عن طريقها الواقع الماديّ الذي لا ترى غيره عينيّ الجسد مُنطلقًا نحو الرؤية الحقّيقيّة لكونه كائن سماويّ، مُشعلًا النار المُقدّسة القابعة بداخله فيجعله ينبض بالحياة.

هذا ما يُميز الكنيسة الأرثوذكسيّة على وجه الخصوص، أنّها مُزينة ومُحاطة بالجمال المُقدّس، سواء في ألحانها العذبة الشجيّة المُتجهة صوب الإله، أو من خلال الرسومات الأيقوينيّة التي تُحيط بها من كلّ جانب في مشهد لا يُوجد لفظ يُعبر عنه، غير أنّه “يحبس الأنفاس”.

المراجع:

الموسوعة العربية الميسرة

الثالوث القدوس قبل نيقية للباحث امجد بشارة

بحث في الأيقونة الارثوذكسية للأرشمندريت بندلايمون فرح