حُرَّاسً الشَّرِيعَةِ (٣)
من مصوغات أوراق اعتمادك كخادم لدي حراس الشريعة أن تعترف إنك ناقص بدونهم وانك تحتاج إليهم في كل شيء سواء داخل الخدمة أو حتى خارجها ،ففي وجهة نظرهم انهم يلزم أن تأخذ موافقتهم علي أي فكرة تأتي إلى رأسك حتي لو هذه الفكرة مصدرها الروح القدس، و إذ نطقت بأن الروح القدس قادني في هذا الأمر أو تلك ..هنا الطامة الكبرى وهنا "وقعت في المحظور يا أخ علًي"....علي غرار مقولة احمد راتب في فيلم الإرهابي...لانك تدعي أمورا أعلي منك بل من انت حتي تنطق بهذه الهذيان، أروح الرب صعد مني انا اللابس الثوب الناصع و كلمك انت أيها العلماني و لسان حالهم : «مِنْ أَيْنَ عَبَرَ رُوحُ الرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَكَ؟» (الملوك الأول ٢٢: ٢٤).
هل قراءتك للكتب الكثيرة قادتك إلى الهذيان كما قيل لبولس في القديم، وَبَيْنَمَا هُوَ يَحْتَجُّ بِهذَا، قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ!». (أعمال الرسل ٢٦: ٢٤)، فلسان حالهم أن الروح القدس لا يسكن في العلمانيين، إلا بأمر مني انا شخصيا.. فانا الحاكم هنا وليس روح الرب بل أنا من يقول للروح القدس اسكن في هذا ولا تسكن في هذا، وهنا لا اعرف من أول من أطلق علينا نحن معشر الشعب الذي لم يرتدي ثوب الاكليروس لقب العلمانيين، أنها سٌبة وشتيمة فكلمة علماني (فالعَلمانية هي إذن كلمة مشتقة من العَالم وليس من العِلْم. وليس معنى ذلك أن العلمانية هي توجه مغاير للعِلْم، وإنما هي توجه نحو شؤون العالم أو الدنيا. إذن هي مشتقه من العالم أو الدنيا).
أي من يقول لك عزيزي القارئ إنك علماني فهو يًسًبك أو يشتمك أي يقول لك إنك تنتمي إلى العالم، رغم بولس الرسول يقول"١٥ لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. ١٦ لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. (١ يوحنا ٢: ١٥، ١٦).
ويقول في رومية أن محبة العالم عداوة لله...فكيف نقبل علي انفسنا أن ندعي علمانيين أي ننتمي إلى العالم، رغم أن الكتاب المقدس لم يفرق في آية واحدة بين من هم رسل المسيح و بين أصغر واحد من شعب المسيح، فالكتاب المقدس ذاخر و ملئ بآيات علي لسان معظم من كتبوا العهد الجديد تقول أن رسل المسيح نفسه صاروا، لو جاز التعبير، اقل قيمة وكرامة من الآخرين.
واذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر "٩ فَإِنِّي أَرَى أَنَّ اللهَ أَبْرَزَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ آخِرِينَ، كَأَنَّنَا مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالْمَوْتِ. لأَنَّنَا صِرْنَا مَنْظَرًا لِلْعَالَمِ، لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ. ١٠ نَحْنُ جُهَّالٌ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحُكَمَاءُ فِي الْمَسِيحِ! نَحْنُ ضُعَفَاءُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَقْوِيَاءُ! أَنْتُمْ مُكَرَّمُونَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَبِلاَ كَرَامَةٍ! ١١ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ نَجُوعُ وَنَعْطَشُ وَنَعْرَى وَنُلْكَمُ وَلَيْسَ لَنَا إِقَامَةٌ، ١٢ وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. ١٣ يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ. صِرْنَا كَأَقْذَارِ الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى الآنَ". (١ كورنثوس ٤: ٩-١٣).
فأنا هنا أرفض أن يطلق على أنا شخصيا كلمة علماني، فأنا وأنت عزيزي القارئ أن كنت قد آمنت وقبلت المسيح فأنت لست بعد علماني ولا دنيوي لأنك ببساطة أنت مسيحي أي هويتك سماوي بعد، فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، (أفسس ٢: ١٩).
فنحن رعية واحده مع القديسين وأهل بيت الله...وهنا ندخل في صدام آخر مع حراس الشريعة... أنت تقول إنك قديس وواحد من رعية مع القديسين بل أنت من بيت الله... وهنا وجب التنويه أن بيت الله هنا لست المقصود بها جدران المبني المدعو كنيسة، لأننا قد عًرفنا الكنيسة هنا في مقالات سابقة أنها ليست جدران من الطوب الأحمر، فبيت الله الذي يعنيه بولس هو من سكن فيه الله أو من هو هيكل لله الذي هو أنا وأنت أيها المؤمن الذي تقبل أن يطلق عليك علماني، فانا هيكل لله، وأنا بيت الله وأنا وأنت سكني الإله على الأرض.
هل تتخيل يا مؤمن هذا!! ف أنت لست علماني بل قديس وموضع سكني الإله على الأرض، اعلم علم اليقين أن هذه الكلمات لا تروق ل حراس الشريعة فهي كالصاعقة وكالمطرقة التي تحطم ثوابت لديهم ...فلسان حالهم "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبابِ".. هل يستوي الذين في الصفوف الأولى بمن هم لا صفة لهم ...هيهات أن يستوي