اعرف حدودك ومحدودك
كثيرا ما يحاول الانسان ان يتخطى حدود امكانياته وقدراته ليصل إلى هدف ما. لكن محدوديته وحدوده تقف عائق لتتميم هدفه واغراضه وفي كثير من الاحيان تكون المشيئة الالهية السبب في ذلك.
ففي قصة برج بابل مثلا حاول الانسان ان يبني برجا يصل الي اعلي السموات الي ان اوقفه الرب الاله عند حده وعرفه حدوده بأن بلبل ألسنتهم فلم يقدروا علي التفاهم والاستمرار في مخططتهم للوصول الي اعالي السماء حيث يسكن العلي (تكوين 11).
كذلك حكمة المصريين التي سمح الرب الاله بإبادتها والتي رفض موسي أن يعيشها (عبرانيين 11 : 24 ). فقد وصلوا الي اعلي مستويات في علوم الفلك والعمارة والنحت والرسم والكيمياء والسحر والكتابة والتحنيط وغيره من العلوم التي لو كانوا استمروا فيها لحكموا العالم كله. وذلك الإنسان الذي صعد الي القمر لسبب ما وقف عند حده وعرف حدوده.
وهذا ما يذكرنا به ايوب ايضا ان حياتنا وايامنا محدودة قائلا: أن كانت أيامه (أي الإنسان) محدودة وعدد اشهره عندك وقد عينت أجله فلا يتجاوزه (ايوب 14: 5)؛ كما أشار إلى ذلك بولس في سفر اعمال الرسل عندما تكلم عن شعب الرب قائلا: وصنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الارض، وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم (أعمال 17: 26).
كذلك أؤامر الرب لموسى محذرا له لبعض الامور قائلا: وتقيم للشعب حدودا من كل ناحية قائلا احترزوا من ان تصعدوا الى الجبل او تمسوا طرفه. كل من يمس الجبل يقتل قتلا. (خروج 19: 12، 23) فقال موسى للرب لا يقدر الشعب ان يصعد الى جبل سيناء. لأنك انت حذرتنا قائلا اقم حدودا للجبل وقدسه. فمن علامات المرور التي تؤخذ بكثير من الاعتبار علامة: قف. فعند الوصول الي جانبها يجب ايقاف العربة تماما بالضغط علي فراملها ضغطا تاما ثم تنظر يمينا وشمالا ثم تتحرك بحذر الي ان تخرج من مكانك للطريق المنشود. وهذا ما يفعله الكتاب المقدس معنا فهو بمثابة علامة الطريق وخريطة تستدل عليها لمسيرك في ايام حياتك التي وهبك الرب الاله على الارض للتحرك في قوله ومخافته فتعرف حدودك ولا محدوديته وقدراته.
يحضرني أيضا مدن رحمة حدودها خارج حدود المدينة وتدعي مدن الملجأ ولها قوانينها المذكورة في سفر العدد. فهي تخص هؤلاء القتلة سواء بالخطاء ام لا، ويطلبون حماية المدينة فمن قوانينها: ان خرج القاتل من حدود مدينة ملجئه التي هرب اليها ووجده ولي الدم خارج حدود مدينة ملجئه وقتل ولي الدم القاتل فليس له دم (سفر العدد 35: 26، 27).
فالرب وضع هذه الحدود كما لو كان يشير انه سجن لكنك بكامل قواك العقلية تذهب اليه إذا أردت أن تعيش. وهذا ما فعله الرب يسوع المسيح معنا عندما قال : اتيت ليكون لهم حياة ويكون افضل؛ الحماية فيه حيث انه مدينة الملجأ. فنحن جميعنا قتله يستوجبون الحكم من وجهة نظر الرب الاله القدوس الطاهر وهذا ما اشار اليه الرب يسوع عندما قال: واما انا فأقول لكم: ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لأخيه: رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال: يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. (متي 5: 22).
أخي هل تعلم حدودك ومحدوديتك؟ وانت يا من تؤمن بالمسيح يسوع وتتخذه رب واله على حياتك هل تعلم حدودك ومحدوديتك في الجنب المطعون اي في شخص الرب يسوع المسيح؟ ان كان المسيح ملجاك فانت تعرف حدودك ومحدوديتك.
