خواطر مسافر إلى النور (٢١١)
رسالة المسيح إلى كل مريض في العالم عجيب هو الرب ... حتى المرضي في مرضهم يفرحون؟ ... تفسير (مز ٤٠)
"ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات، أُعطِيتُ شوكةً في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني، لئلا أرتفع. من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني. فقال لي: تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكْمَلُ".... " فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحل عليّ قوة المسيح." (٢كور ١٢)0
سمح الله للشيطان ملاك الشر أن يلطم ق. بولس بشوكة المرض اللعين في جسده
ويقول داود النبي في مزمور ٤٠ : "إنك (يا الله) رتَّبت مضجعه كله في مرضه ".
ولكن الرب يحوِّل آلام أحبائه إلي فرح ومجد. مهما لحق بهم في غربة هذا العالم بحسد أبليس : "في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم".
عجيب أنت يارب …سبحانك الذي تسمح (ولكنك لست السبب) بأن يكون مضجعه كله في مرضه وسبحانك تبارك أسمك، تجعله في الأرض مغبوطاً رغم مرضه.
وها هو داود يشهد بذلك من وراء الزمن بالروح ويقول: "الرب يحفظه ويُحييه، ويجعله في الأرض مغبوطاً، ولا يسلمه لأيدي أعدائه. الرب يعينه على سرير وجعه" (مز٤٠)
فالمضادة العظمي أن أحباء الرب الذين سمح الرب للمرض أن يمسَّ أجسادهم كأيوب، هم أيقونة وشهادة حب وأيمان لمسيحهم في العالم.
أنهم طالبون وجهه وحبه وليس طمعاً في خيره لأن عيونهم تبصره دون أن تراه. هم قبل مرضهم كانوا مسيحاً يتعطفون على كل مسكين في العالم حباً في الرب وليس خوفاً أو رشوة كي لا يتجرأ الشرير علي جسدهم العتيق بتجربة.
” طوبي لم يتعطف علي المسكين ، في يوم الشر ينجيه الرب“ (مز٤٠) بل وتستمر مضادة الرب العظمي في أبنائه المتألمين فيظلوا مسيحاً كما هم مثله وهم في مرضهم لكل مسكين في هذا العالم ” كفقراء ونحن نغني كثيرين“
فماذا كان لسان حال أبناء الله في ضيقة مرض الجسد؟ ليس لهم سوى وجه الرب يبثون له ضيقهم الذي تضايقوه ويصِفون له كيف أن كل من يتكل على ذراع بشر هو مسكين.
وأن الرب وحده هو الصادق والأمين. لأن الرب هو الوحيد القريب من الإنسان. فليس سوي الرب ساكن في كيان الإنسان. من وراء وعي الإنسان وانتباهه، فالإنسان مشغول يستهلك كل وعيه في حزن على عالم تركه ومضي عندما سقط مريضاً وأنقلب ضده عندما ظهر ضعيفاً. لهذا طلب داود رحمة الله قائلاً:
"أنا قلت يارب أرحمني أشف نفسي أعدائي تقولوا على شراً متي يموت ويباد أسمه، الذي دخل ليراني كان يتكلم بالرياء وقلبه يضمر له شراً ثم كان يخرج خارجاً ويتكلم عليَّ تهامس عليَّ جميع أعدائي، وتشاوروا عليَّ بالسوء وكلاماً مخالفاً للناموس رتبوا عليَّ قالوا ألا يعود الراقد أن يقوم؟ حتى إنسان سلامتي الذي وثقت به، الذي أكل خبزي رفع عليَّ عقبه" (مز٤٠)
فكيف يري أحباء الرب الخاتمة مع الضيق والمرض وشماتة العدو فيهم؟” وأنت يارب أرحمني وأقمني فأجازيهم، بهذا علمت أنك هويتني لأن عدوي لن يُسَّر بي“ (مز٤)
إنها القيامة يا سادة … هي الحل والنجاة للأعداء قبل الأحباء! لا تتعجبوا.. فالمسيح علي الصليب طلب من أجل أعدائه ”أغفر لهم“ ولم يكن الغفران سوي قيامته من الموت، فالقيامة هي خلاص الجميع العدو والحبيب. هذا ما رآه داود النبي من وراء الزمن : ” أقمني يارب“، ” فأجازيهم“ بالغفران والخلاص. (مز٤٠)
بل إن داود تكلم عن تدبير الخلاص في صيغة الماضي بينما خلاص المسيح لازال آتٍ في المستقبل في ملء الزمان. وكانت الحجة التي تذرع بها داود إلي الله أن نصرة الرب علي أعدائه بغير القيامة، ليست هي مسرة لهم:
” لأن عدوي لن يُسَّر بي“ لو أستمر عدواً لي . بل بقيامتي فيك يارب هم يصِّحون ".
(مز٤٠) لذلك فإن أحباء الرب في مرضهم هم خير معين، ومصدر قوة وتعزية وشفاء
لأبناء هذا العالم في كربهم الذين يظنون أنهم الأصحاء. ”بمجد وهوان، بصيت رديء وصيت حسن. كمضلين ونحن صادقون، كمجهولين ونحن معروفون، كمائتين وها نحن نحيا، كمؤدبين ونحن غير مقتولين، كحزانى ونحن دائما فرحون، كفقراء ونحن نغني كثيرين، كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء. “ ( ٢كور٦)
هكذا كل من أحب ويحب في المسيح” أما أنا فمن أجل دعتي (حبي) قبلتني وثبتني أمامك إلي الأبد مبارك الرب إله إسرائيل من الأزل وإلي الأبد ، أمين ، هللويا“.... والسُبح لله