أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

الإكليل والتاج

كم تتباهي العروس يوم عرسها بتفننها في اختيار التاج أو الإكليل الذي يوضع على رأسها. كما كان كل ملك وملكة يتميز بتاج متفرد الشكل والمظهر والخامة المصنوع منها. فالبطل الرياضي أو الحربي منذ فجر التاريخ كان يتوجه الإمبراطور أو الملك بإكليل الغار أي النصر. والذي كان عادة ما يصنع من النباتات والورود والأزهار الجميلة الملونة المتنوعة ليميزه ويميز عمله عن باقي الشعب.

مما سبق نستنتج أن كلمة تاج تطلق على غطاء للراس عادة ما يصنع من المعادن الثمينة ويرصع بالمجوهرات والأحجار الكريمة، أما الإكليل فيكون من الأزهار وأوراق النباتات وفي بعض البلاد يكون من الفواكه. وهذا ما أعلنه أيضا اشعياء النبي عندما قال عن رب الجنود أنه سيكون إكليل جمال وتاج بهاء لشعبه (اشعياء 28: 5).

وفي سفر الأمثال يذكر لنا الوحي المقدس أن تاج الشيوخ هو أحفادهم، والمرأة الفاضلة تاج لبعلها. والحكمة والثبوت في شريعة الرب الاله تعطي راس صاحبها تاج جمال. وهنا عزيزي القارئ أود أن أشاركك بعض تخيلاتي وخواطري وأفكار راسي. ففي يوم جلست اتحدث مع الرب الاله وذلك من خلال تأملي للآيات: جعلني كخاتم علي قلبه، أمام عينيه دائماً ( نشيد الإنشاد 8 : 6 ؛ اشعياء 49 : 16 ). لكنه جعلني تاج بهاء علي راسه ( اشعياء 61 : 10 ). فتخيلت ما يلي: إنني الماسة أو جوهرة غالية الثمن جداً مثبتة في خاتم ملك الملوك ورب الأرباب. ولكن في يوم نزعني وثبتني في تاجه. وعندما تناقشت معه قال لي: كنت بأصبعي أمام عيني أشير بك الي من أريد، لكنك الأن علي راسي يراك الجميع هذا بجانب انك دائماً بفكري وعقلي وموضوع مشغوليتي. هل تعلم أخي أن هذه الفكرة جعلتني أشعر بفيض حب غامر غير عادي تجاه هذا الاله الذي أحبني وأسلم ذاته لأجلي، راضياً أن يلبس أكليل شوك بدلاً من تاج الملوك ليكفر عني ويرفعني الي منزلة الابن والوارث للملكوت.

وهذا ما قد سجله الرسام المسيحي في العديد من رسومه وصوره بخاصة عند تسجيله لحدث دخول المسيح الانتصاري لاورشاليم. فهو لم يدخل بسيوف ورماح أو جيوش مدججة بالسلاح، بل كملك متواضع راكباً علي جحش بن أتان. مفروشاً طريقه بسعف النخيل وملابس الشعب الفقير المذلول بأورشاليم. حيث هتف له الناس أوصنا في الاعالي، كما هتفت الملائكة من قبل بعد مولده مباشرة : المجد لله في الاعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة. وقد كان بمجيء المسيح يسوع لعالمنا البائس ليعطيه السلام الحقيقي متوجاً شعبه الذي يحبه بإكليل البر وإكليل الحياة وإكليل المجد لآنه هو- أي المسيح- رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا.( 1 تسالونيكي 2 : 19 ؛ 2 تيموثاوس 4 : 8 ؛ يعقوب 1 : 12 ؛ 1 بطرس 5 : 4؛ رؤية 2 : 10 ).

وكثيراً ما كان المونوجرام – وهو رسم رمزي يحمل حروف كتابة أحياناً- ما يشير الي جملة يسوع المسيح ابن الله الحي أو يسوع المسيح أبن الإنسان- وفوق الأحرف المختصرة يرسم تاج مرصع بالمجوهرات. كما أمر الرب الاله سليمان الملك والنبي بأن يضع فوق أعمدة النحاس تاجاً من ذهب رمزاً للإنسان المبرر بعمل الرب يسوع المسيح الكفاري نتيجة تقديمه للذبيحة بكونه كاهن وأيضا هو الذبيحة ذاتها. أما يوحنا الحبيب فيحذر الأنسان المؤمن المسيحي من أن يأخذ احد إكليلك في رؤية 3: 11. لأنه لا يكلل احد أو يحصل علي الجائزة ما لم يجاهد قانونياً. فالغِني ليس بدائم ولا التاج الأرضي ، وتعلم من التاريخ اذا كنت لا تعرف. فكم من ملوك سقط عنهم تاجهم ولبسه أخر وكم من أفراد لا يستحقون تاجاً وضع علي رؤوسهم