أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

سياحة في فكر طبيب (٢)

نستكمل حديثنا الذي قد بدأناه سويا في العدد الماضي وقد شرحنا قصد لوقا الطبيب من كتابة انجيله هوأن يوضح الطريق المسيحي للأمم وإن يقوم بتفسير الإنجيل للبيئة الاممية. وأوضحنا انه كان في ذلك الوقت بعض التيارات والفلسفات الغريبة، فقام الطبيب بكتابة انجيله بوحي من الروح القدس لكي يحمي المسيحية من هذه التيارات الفكرية الغريبة. في العدد الماضي تكلمنا عن التيار الهليني وفي هذا المقال سنتطرق إلى التيار الآخر الذي اهتم لوقا الطبيب بحماية المسيحية منه وهو التيار اليهودي.

لقد بدأ الفكر التهودي مبكرا في المسيحية حيث كان يهتم بالناموس ومقدار تأثيره على الحياة اليهودية. فالكنيسة الأولى في بدء خدمتها لم تكن تفترق عن اليهود في أمور كثيرة، فقد كان أعضاؤها يذهبون إلى الهيكل، ويلتزمون بالطقوس، لكن الأمر تعدى ذلك بكثير عندما دخل الأمم الإيمان المسيحي عن طريق تبشير الرسول بولس الذي نادي بأنه لا داعي للناموس ولا للأعمال للحصول على التبرير. هذا لم يعجب جماعة من اليهود المتطرفين بل وهاجموا كرازة بولس، إلا انه نجح في تخليص المسيحية منهم وأوضح انه لا يوجد ارتباط بين أعمال الناموس والخلاص.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل أعمال الناموس مازالت عالقة في عقول البعض؟ هل الالتزام بالطقوس أصبح الآن الهدف الأسمى الذي يسعى إليه البعض؟

للآسف يعتقد البعض في ضرورة الأعمال كوسيلة ينال بها الخلاص. والأدهى من ذلك هو دفاع البعض عن هذا الفكر وحاصرين هذه الأعمال في ممارسة بعض الطقوس. إن ذهنية الطقوس اصبحت كسجون مظلمة سجنت الكثيرين فيها وأصبح الشغل الشاغل لهؤلاء هو إتمام الطقوس والتأمل في روعة الطقوس، والدفاع عن هذه الطقوس حتى الدم بل ومعاداة ونبذ الآخر الذي يختلف معهم في طقوسه. لست ضد الطقس ولكني ضد تأليهه، فالطقس ليس إلا تعبيرا خارجيا عن عقيدة داخلية. انه مجرد تعبير لا يستلزم أن نقوم بتربية وتنشئة أبطالا للإيمان لكي يعادون ويقاومون كل من يقوده فكره لتغيير الطقس أو حتى إبداء رأيه في ممارسة طقسية لا معنى ولا تاريخ ولا أصل لها.

للآسف أن ذهنية الطقوس حولت الحياة الروحية إلى مجرد أفعال. حولتها إلى مجرد ممارسات يمارسها الإنسان فيرتاح ضميره معتقدا في ذاته انه يسير بخطى ثابتة متناسيا انه كلما ضعفت حالة الكنيسة كلما زادت نسبة الطقوس، والدارس لتاريخ الطقس القبطي يستطيع أن يعي ما أقوله بدراسته لتاريخ طقس القداس ومقارنة بسيطة بين طقس اول قداس وما يصليه الناس في هذا الزمان. مسكين من يتعلق في ثوب الطقوس متناسيا أن الاحتياج الي علاقة وليس الي أفعال.

عزيزي القارئ، إننا نحتاج إلى علاقة اتحادية مع شخص المسيح، علاقة تصل إلى حد التوحد به. علاقة تتعدى منطق الالتزام بطقس او نظام او ترتيب جاف يفتقد إلى حياة. ماذا ينفع الطقس مع من يعانون من الجروح الروحية والنفسية؟ ماذا يعطي الترتيب والنظام إلى من يعانون من الاكتئاب والوحدة والإحساس بالرفض؟ إننا نحتاج إلى علاقة اتحادية مع المسيح الذي فيه ندرك ونعرف إننا كبشر نقلنا إلى الحياة الإلهية بسكنى المسيح فينا فنحيا بشرا متألهين بالنعمة فينقل أصلنا من العدم الذي جئنا منه إلى الحياة التي لا عدم فيها.

المراجع

١-الكتاب المقدس

٢-الدكتور القس ماهر مخلص – الأناجيل الإزائية

٣- د. جورج بباوي- اتحادنا بالمسيح – من رسائل القديس صفرونيوس.

4-Hard Saying of the Bible : Walter C.Kaiser Jr., Peter Davids and Manfred T.Brauch.