حينما يحكم الأغبياء الدولة المدنية.. ”تعيش انت يا حاج”!! الرجل الذي حرك ... إن لم يكن جنن العالم.. الرئيس ”ترامب” خد في وشه وقال مهاجر ملخص رحلة السائح ف مصر ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (4) هل لابد أن يرتبط مستقبل مصر بمستقبل ”الخونة”؟‎ وسائِط التواصُل وفوضى المُحتوى! اضطراب التكدس القهري كندا ترحب بالبطل ”رامبو”!! رومية ٨: لماذا ظهر الله في الجسد بتجسد المسيح؟ أشهى وأحلى من العسل

خواطر مسافر إلى النور (٢٢٦ ):

رومية ٨: لماذا ظهر الله في الجسد بتجسد المسيح؟

لكي يغير طبيعة جسد الإنسان من موت إلي حياة فيمكنه التواجد في حضرة الله ثانية

"3 لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه، في ما كان ضعيفا بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دان الخطية في الجسد“، تعبير ”الجسد“ هو عن طبيعة الإنسان بعد سقوط آدم .

لقد تغرب الإنسان عن الله ففارقه روح الله، فتعرَّي من القداسة التي بدونها لا يترائي أنسان في حضرة الله. لذلك كان لابد من خروج آدم من محضر الله. فلقد طرد آدم نفسه بنفسه من محضر الله.

نصلي في القداس ” أرسلت لي الناموس عوناً“ لنلتزم به فيعيد إلينا القداسة لندخل حضرة الله ثانيةً. ولكن التزام الإنسان بالناموس لم يتحقق لأن الناموس عجز عن ذلك لأن تجديد الإنسان لم يكن مرتبطاً بالضرورة بتجديد سلوكه بل كان مرتبطاً بتجديد طبيعته الإنسانية التي ماتت والمشار إليها بالجسد. فالعون المطلوب كان أن تعود إلي الإنسان الحياة بعد أن ملك عليه الموت بسبب تغربه بالخطية عن الله، وهذا تلخصه عبارة ”موت الخطية“. فالموت لا يفيد فيه التزام بالوصية. وكما يقولون في المثل ”الضرب في الميت حرام“ لأنه بلا فائدة . فالاحتياج هو لحياة تدب في هذا الجسد المائت بسبب الخطية ليحيا.

عدد٧ و٨ يشرح هذا الوضع:

” لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله، إذ ليس هو خاضعا لناموس الله، لأنه أيضا لا يستطيع.8 فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله.“

واضح من الآية أن مشكلة الإنسان بعد السقوط كانت في موت طبيعة الإنسان وليست مجرد سقطة وربنا يغفرها له، بل تحول كامل في طبيعة الإنسان بعيدا عن الانتماء إلي حياة الله ”لأن اهتمام الجسد هو عداوة “ ومن ثمة الانتماء إلي الشيطان و موت الخطية ” إذ ليس هو خاضعا لناموس الله“.

وبالتالي كانت بقية الآية عن استحالة خلاص الإنسان بمجرد طاعة الوصية ."8 فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله.“

وقد أشارت الآيات إلي هذا التغير في انتماء طبيعة الإنسان من الله إلى الشيطان بكلمة” الاهتمام“ وأن ”اهتمام الجسد هو موت/ هو عداوة لله “ :

"5 فإن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. 6 لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. 7 لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله، إذ ليس هو خاضعا لناموس الله، لأنه أيضا لا يستطيع.8 فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله. “

لهذا تدخل الله لينتشل الإنسان من الموت ويأتي به مرة ثانية إلى الحياة. وهذا لا يتحقق إلا باقتحام الحياة طبيعة الإنسان المشار إليها بجسده لكي تدب فيها الحياة ثانيةً.

هذا لا يتحقق إلا في إنسان تحت الموت تدخله الحياة فيحيا. ولكن منذ متي كان للميت إرادة حياة ليفعل ذلك؟ فلو كانت له إرادة لما كان ميت!

لذلك قام الله بهذا التدبير .. تدبير التجسد ..

أن يكون الله هو هذا الإنسان ”عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد“. (تيموثاوس ١٦:٣). هذا هو ما يقوله الكتاب هنا "3 لأنه ما كان الناموس عاجزا عنه، فيما كان ضعيفا بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دان الخطية في الجسد “.

هذا هو تدبير التجسد الإلهي الذي هو عمل ثالوثي من الله وتجسد فيه الابن بأن لبس جسد الإنسان بعد سقوط آدم. لذلك تقول الآية ”أرسل ابنه في شبه جسد الخطية".

والسبب في تعبير” في شبه جسد الخطية“ أن جسد يسوع المسيح كان له كل مواصفات طبيعة آدم بعد السقوط لأنه مأخوذ من ذرية آدم أي العذراء مريم. ولكنه في نفس اللحظة هو جسد دخله ولبسه مَن هو الحياة ذاتها أي الرب الإله.

هذه هي مضادة المسيحية العظمي في انقلاب الموت بالحياة والذي حدث في ميلاد المسيح.

وربما هذه كانت مضادة سفر يونان النبي فيما كان ينتظره يونان من انقلاب نينوي فإذا بالمدينة تحيا ولا تنقلب، فلم يفهم يونان. عندئذ أفهمه الله بما حدث لليقطينة التي لم تمت. وسكت بعد ذلك سفر يونان إلى أن تحقق هذا في ملء الزمان بميلاد المسيح. لذلك كان يونان هو مثال المسيح.

كان ميلاد المسيح هو ميلاد الحياة في جسد موت أخذه من نسل آدم بعد السقوط، وكانت سيرة المسيح على الأرض خالية من أي خضوع لموت الخطية. ولهذين السببين كانت دينونة الله للشيطان وموت الخطية، أنه ليس له الحق في القبض على الروح الإنسانية ليسوع المسيح عندما أتته لحظة الموت والتي سادت على كل ذرية آدم بعد تغربهم عن حياة الله.

لقد انفصلت الروح البشرية ليسوع عن جسده على الصليب، وهذا هو بداية لحظة الموت والذي على إثره يقبض الشيطان على الروح البشرية لتصير في مملكته.

لقد جاز الموت على الإنسان يسوع بأن انفصلت روحه البشرية عن جسده والسبب أن هذا الجسد هو نفس جسد آدم بعد السقوط ولابد له أن يموت. وقد أشارت الآية إلى ذلك "4 لكي يتم حكم الناموس فينا“. والعجيب أن الآية تؤكد على أن حكم الموت لابد أن يجوز على كل جسد لذرية آدم - والمسيح لبس جسد ذرية آدم - مهما كانت سيرته كاملة وبدون فعل أي شر وخطية "4 لكي يتم حكم الناموس فينا، نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح“. هذا ما تم في الإنسان يسوع أنه جاز الموت رغم أنه ”لم يفعل خطية ولم يوجد في فمه غش“ وقال له المجد ”من منكم يبكتني علي خطية؟“.

نعم مات المسيح على الصليب، ونعم يموت القديسون ونحن مثلهم رغم كل سيرة صالحة لنا في هذا العالم وهذا ”لكي يتم حكم الناموس فينا“، ولكن عندما يأتي شيطان الموت ليطالب بأرواحنا ليتسلط عليها عند خروجنا من هذا العالم ، فهنا يتم ما أكمله المسيح لنا في بشريته ”ولكنه أُظهِر مرة عند انقضاء الدهور ، ليُبطِل الخطية بذبيحة نفسه ( ذبيحة لأنه قبل أن يُصلَب)“ (عب ٢٦:٩). فهذا ما أكمله لنا المسيح ”وإذ كُمِّلَ صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي“ (عب ٩:٥) . هذا الخلاص الأبدي أراه منطوقاً على فم الرب:

أنه ليس لك أي حق أيها الشيطان أن تتسلط على أخوتي. وأنت مدان في فعلتك هذه. لأن هؤلاء هم المؤمنون بي، هم من لحمي وعظامي، وقد أبطلت سلطان الموت عليهم عندما أبطلته في بشريتي بالتجسد. فعندما أتيت أيها الشرير لتقبض روحي الإنسانية لحظة موت الجسد على الصليب، فشلت لأني أنا الحياة قد سكنت هذا الجسد فلم يعد فيه موت بعد. ولأن كل سيرتي في الجسد كانت بلا خطية. فأذهب أيها الشيطان وليس لك سلطان بعد على أي أنسان مولود ولادة جديدة مني بواسطة الماء والروح (يوحنا ٣ حديث المسيح مع نيقوديموس عن الولادة الجديدة) فهو ليس بعد من تراب الأرض بل من نسل البشرية الجديدة في يسوع المسيح ابن الله. هؤلاء قد تبناهم الله الآب بنيناً له بالتبني بسبب الاتحاد الذي تم بين جسدي أنا المسيح أبن الله وجسدهم. ومهما سقطوا فإنهم يتجددون بالتوبة لأن لا سلطان للشيطان بعد عليهم إذ هم في المسيح يسوع

" إذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت. “.. هلليلويا ... والسُبح لله