”كندا” جميلة الجميلات في مواجهة الولايات المتحدة الجديدة

ستعبر كندا أزمة تعريفات الرئيس الأمريكي، نعم سنمر بألم كان لابد منه لكي تنفض هذه التوأمة الاقتصادية المحفوفة بالمخاطر مع الولايات المتحدة، ستعبر كندا وستخرج من هذه الأزمة أقوى لا شك في ذلك، ولكن الذي لن يمر ولن يغفره الكنديين هي تلك الإهانات المتتالية والتي أصبحت شبه يومية من ترامب!
الكنديين شعب ودود ولطيف ولكنه أيضاً شعب لا يقبل الإهانة، يقيناً ستعبر كندا بسلام ولكن لن تعود الحياة مع الجارة أمريكا كما كانت، ورب ضارة نافعة، كان يجب أن نمر بهذا لكي نزيل عوائق التجارة البينية بين المقاطعات الكندية فلم أفهم إلى الآن ما نفعله بأنفسنا في هذا الملف الذي لم ينجح أحد في التصدي له حتى الآن. ورب ضارة نافعة لنفتح أسواق جديدة لنا وكفانا الاعتماد على الجارة في تصدير منتجاتنا.
أما الولايات المتحدة فأن ما تفعله منذ انتخاب الرئيس الجديد سيترك أثره على مدار سنوات وسنوات ولن ينساه الكثيرين حول العالم، كيف يريد رئيس أمريكا جعل أمريكا أمة عظيمة من جديد بدون أصدقاء؟! كيف تصبح أوكرانيا بين عشية وضحاها هي المعتدي وهي من بدأت الحرب؟! كيف تقبل أمريكا على نفسها هذا التغير الجذري في فكرها وتوجهاتها في هذا الملف بهذه الطريقة وهذا الأسلوب؟! هل ما حدث على الهواء داخل البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني مقبول؟! هل من رشيد في هذه الإدارة يدق ناقوس الخطر معلناً أن ما يحدث يفقد أمريكا مصداقيتها أمام العالم؟!
هل هناك أحد يراجع الرئيس الأمريكي في الأرقام والإحصائيات التي يقولها ويقول له أن رئيس أمريكا حين يتحدث يجب أن تكون أرقامه دقيقة وحساباته دقيقة وألفاظه مضبوطة؟! هل اللعب بالأرقام وسيلة نزيهة للتفاوض؟! هل إخفاء الحقائق وسيلة نزيهة للتفاوض؟! هل التخلي عن الخلفاء بهذه الطريقة الدرامية مقبول أخلاقياً؟!
ماذا تريد الإدارة الجديدة أن تقول للعالم بجعل الضحية معتدي والمعتدي ضحية ثم تقول لا أتذكر أنني قلت هذا؟! هل هذه أمريكا زعيمة العالم الحر؟!
أعزائي، التاريخ هو المعلم الأكبر، والتاريخ يقول إن إمبراطوريات أعظم بكثير من الولايات المتحدة سقطت وانهارت حين فقدت البوصلة وحين اغترت بقوتها وظنت أنها تستطيع أن تقف أمام العالم أجمع! لا يستطيع أحد أن يحارب العالم كله.
أما الشعب الكندي فأن الموضوع بالنسبة له لم يعد الوصول لاتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة فالكنديين أصبحوا يعلموا علم اليقين أن هذه الإدارة لا يمكن الوثوق بها بعد توقيع أي اتفاقية لأنها نفس هذه الإدارة هي من وقعت نفس الاتفاقية التي تريد نقضها الآن ولكن الكنديين ينتظرون اعتذارا رسمياً من الولايات المتحدة عما يتعرضون له من إهانات يومية من هذه الإدارة التي ستذهب بعد أقل من أربع سنوات وستبقي كندا الجميلة كما هي أجمل بلاد الدنيا .