علي جمعة ...والبيتلز !! الطريق إلى السلام بين أوكرانيا وروسيا ... ملغم بكمائن ترامب ”كندا” جميلة الجميلات في مواجهة الولايات المتحدة الجديدة‎ ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (5) سيادة الرئيس السيسي: 5 أشياء يجب أن تفعلها إذا ذهبت إلى واشنطن‎ مشهدٌ مثيرٌ في.. رمضان! الست ”دولت” .. لماذا تحفظ مسيحية سورة الفاتحة؟! ملك يَملك بذل الذات الذي يعلمه المسيح.. ليس دعوة للخسارة أو صغر النفس بل تأكيد أن الذات أعظم مما تملكه ”النص”... دراما تحترم عقل المشاهد الأغنياء حول العالم هل هناك خطأ في الكتاب المقدس؟

الطريق إلى السلام بين أوكرانيا وروسيا ... ملغم بكمائن ترامب

تابع العالم كله، أول مؤتمر صحفي من نوعه في البيت الأبيض بطله الرئيس ترامب، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كان من المخطط له أن يتم التوقيع على اتفاقية استغلال أمريكا للثروات المعدنية في أوكرانيا، وهي اتفاقية للاستهلاك الإعلامي أكثر منها للاستفادة، خاصة وأن استخراج هذه المعادن يتطلب سنوات أطول من فترة تواجد ترامب في البيت الأبيض.

"الدش البارد" الذي أعطاه ترامب خلال المؤتمر الصحفي للرئيس الأوكراني زيلينسكي، لم يكن عارض أو ناتج عن موقف أو لحظة معينة، ولكنه كان كمينا مدبرا من الرئيس الأمريكي ترامب ونائبه جي بينس. بدأ المؤتمر الصحفي، فوجئ بعدها زيلينسكي بدخول الصحفيين للمكتب البيضاوي، كما أن طريقة تدخل نائب الرئيس الأمريكي في الرد على الأسئلة لم تكن معتادة في حضور نواب الرئيس الأمريكي للمؤتمرات الصحفية، لكنه كان تقسيما للأدوار.

عاب على زيلينسكي أن فقد أعصابه وتمادي في إظهار هويته وقوية شخصيته العسكرية المقاتلة المحاربة، ولم يهتز من هجوم او ابتزاز ترامب ونائبه. لكن الأمر كان يتطلب قدر أكبر من الهدوء والعقلانية، لأن السلام الذي كان يدعو إليه ترامب، ليتوافق عليه زيلينسكي، كان الأخير يرى فيه استسلاما وليس سلاما، خاصة وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحترم سابقا اتفاقيات وقف إطلاق النار، وسبق له احتلال القرم وأجزاء ممتدة من أوكرانيا، زادت عن 20% من مساحتها.

على ما يبدو أن هناك توافقات ومصالح كبيرة بين الرئيسين الروسي والأمريكي بوتين وترامب، وكان اجتماع المملكة العربية السعودية بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي مرضيا للغاية للطرفين. لا أحد يعرف تقريبا التفاهمات التي تمت بين ترامب وبوتين، ولكن إعلاميا، يعرف أن العلاقة بين الرئيسين قوية منذ أو فترة رئاسة لترامب، حيث سربت حملة بايدن حينذاك أن روسيا لعبت دورا سلبيا للتأثير على الانتخابات الأمريكية لمصلحة ترامب. هل لعبت روسيا نفس الدور في الانتخابات الأخير، ولم تعلن أمريكا مخافة على صورتها أمام الرأي العام العالمي؟ كما أن بوتين لعب دورا محوريا في تهدئة العلاقات بين الرئيس ترامب، والرجل القوي في كوريا الشمالية، الذي كان كل الرؤساء الأمريكيين يعلمون له الكثير من الحسابات في معادلة القوة السياسية والردع العسكري في أي صراعات دولية أو إقليمية.

إن الموقف الأمريكي، وتحديدا موقف ترامب على الرغم من نواياه الحسنة، من أجل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن طريقة الكمائن الترامبية لم تصلح في تحقيق الهدف المرجو، لأنها أظهرت هذا السلام على أنه استسلاما، بالطبع لم يقبله زيلينسكي.

يقول ترامب أن أمريكا قدمت أكثر من 350 مليار دولار دعم لأوكرانيا، في حين أن فولوديمير زيلينسكي يقول إنه لم يتسلم إلا 75 مليارا، ومن ثم فإن هناك مليارات كثيرة لا يعرف أحد مصيرها، وهل زيلينسكي رجل فاسد؟ أم أن الإدارة الأمريكية إدارة كاذبة؟ كما أن زيلينسكي، بدأ ترامب يتعامل معه على أنه رئيس غير شرعي، حيث كانت من المفترض أن تجري الانتخابات الأوكرانية عام 2024، لكن لظروف الحرب لم تتم، وبالتالي فإن شرعية زيلينسكي بالنسبة لترامب هي غائبة لأنه رئيس غير منتخب ديمقراطيا.

الاتحاد الأوربي في هذا السياق يواجه موقفا صعبا لأن يساند أوكرانيا وفولوديمير زيلينسكي ، ولا يستطيع التعبير عن عدم رضائه عن طريقة ترامب في التعامل مع الأمور، خاصة وأن فرنسا وألمانيا وبريطانيا يدعمون أوكرانيا زيلينسكي. وهنا تطرح تساؤلات مهمة فيما يتعلق بنفقات الدفاع الأوربية، التي يدعي ترامب أن أمريكا تتحمل الكثير منها، وأنه حان الوقت ليتحمل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي نفقات الدفاع والأمن كلية عن أنفسهم بعيدا عن تحميلها على عاتق الحليف الأمريكي. على ما يبدو أن دول الاتحاد الأوروبي منفردة، والاتحاد الأوربي وحلف الناتو يجب أن يأخذا بعين الاعتبار أن أمريكا ستقلص من دعمها الأمني والدفاعي بصورة ملحوظة، وهو ما يمثل علامة استفهام في العلاقات الأوروبية الأمريكية عبر الأطلسية، خاصة على مستوي الدفاع والأمن.

بالفعل، جاء الرئيس ترامب ليحدث هزات راديكالية في النظام الدولي سياسيا وعسكريا واقتصاديا، ويغير من تحالفات الولايات المتحدة بين الشرق والغرب، وتغيرت الأوزان النسبية لكل من دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا من ناحية وروسيا الاتحاد من ناحية ثانية بالنسبة للإدارة الأمريكية.

الجميع يعلم أن ترامب رئيس مختلف عن بقية الرؤساء الأمريكيين، ويتمتع بشخصية قد تتفق أو تختلف معها، لكنه رئيس مغاير يحتاج إلى تعامل خاص، خاصة وأن ما يحركه المصلحة، ورد فعل الطرف الآخر. وأظهرت الخبرات الماضية، منذ توليه، أن ترامب من الممكن أن يعدل من ضغوطه ومواقفه إذا وجد أن الطرف الآخر يستعمل القوة بذكاء ورشادة وواقعية، بعيدا عن العصبية والإضرار بمصالح الولايات المتحدة، التي يضعها ترامب في المرتبة الأولى.

ترامب، قد تكون نواياه حسنة بشأن فرض السلام بين روسيا وأوكرانيا، ولكن طريقته فجة. ولنتابع تطورات الأحداث.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found